نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب : الفاشر تختنق

في تطور خطير ينذر بكارثة إنسانية، تتصاعد الاتهامات ضد مليشيات الدعم السريع باستخدام غازات ومواد كيميائية سامة ومحرّمة دولياً في مدينة الفاشر، شمال دارفور. هذه الاتهامات لم تعد مجردروايات متداولة بل باتت مدعومة بشهادات حية وتقارير طبية تؤكد تعرض عدد من المدنيين لأعراض تنفسية حادة وغثيان متكرر، ما يعزز فرضية استخدام أسلحة كيميائية في مناطق مأهولة بالسكان.

شهود عيان تحدثوا عن سحب دخانية كثيفة ذات روائح غريبة انتشرت في أحياء متفرقة من المدينة عقب هجمات نفذتها المليشيات، تلاها ظهور حالات اختناق مفاجئة بين الأطفال وكبار السن، وسط غياب شبه تام للمرافق الصحية القادرة على التعامل مع هذا النوع من الإصابات والتي تم تدميرها من قبل المليشيا في صمت دولي محير. شهود عيان ان الأعراض التي ظهرت علي المصابين اعراض غير معتادة وتشير إلى تعرضهم لمواد تؤثر مباشرة على الجهاز التنفسي والجهاز العصبي.

المنظمات الحقوقية الدولية في نوم عميق تسطيع ادانة الحكومة السودانية والتي لم تستخدم اي من المواد المحرمة دولياً ولاتستطيع ادانة المليشيا ولم تصدر اي بيان اوتقارير رسمية،ماحدث بالفاشر، يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني واتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، ويستوجب تحقيقاً دولياً عاجلاً ومحاسبة الجهات المسؤولة.

الفاشر، التي كانت ملاذاً للنازحين من مناطق النزاع، باتت اليوم مسرحاً لجريمة محتملة ضد الإنسانية. ومع استمرار الصمت الدولي، يزداد القلق من تكرار هذه الانتهاكات في مناطق أخرى، ما يضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لمدى التزامه بحماية المدنيين ووقف استخدام الأسلحة المحرّمة.

meehad74@gmail.com