حسن النخلي التحليق وسط الزحام… مابين الأمن القومي والأمن الوطني تدور أقطاب الرحى.(3-3)

وللخروج من دائرة التهديدات الأمنية بشقيها الوطني والقومي، وجب على مجلسي السيادة والوزراء في الحكومة الانتقالية الحالية معالجة الممارسات السالبة للأحزاب السودانية ونقلھا لأن تكون إضافة لاخصم علي الوطن فالدستور لا بد أن يشمل إصلاحات جوهرية في النواحي الأمنية وممارسة العمل السياسي وفق مصلحة البلاد العليا، ولا يخضع للاجتهادات الحزبية الفاشلة والمبادرات التي لاتصب في مصلحة البلاد .ولتعلم ان قوات الشعب المسلحة هي الدرع الواقي وصمام أمان البلاد، لما تتسم بھ من القومية والحياد، كما أن مشاركتها في الحكم أساسية. فالمدنية لا تعني إقصاء الجيش عن المشهد السياسي بأي حال من الأحوال. ويجب وضع قانون الأحزاب يحدد الخطوط الحمراء التي من يتعداها يدخل في دائرة الخيانة العظمى، وتصدر بذلك وثيقة ملزمة للكل الأحزاب ويتم التوقيع عليها من قبل الأحزاب. هذا فيما يختص بممارسة العمل السياسي، وعلى الجميع بعد ذلك وضع الخطط التي تحفظ للدولة سيادتها وأمنها الداخلي والخارجي.
وليس بالضرورة أن يكون الحزب حاكمًا ليدلو بدلوه في نهضة البلاد. ويجب أن تسعى الدولة لتدعيم وتقوية الاقتصاد، فالأمن الاقتصادي لا يقل شأنًا عن الأمن العسكري وأمن المعلومات و عن الأمن البيئي والمجتمعي. وعلينا نبذ الخلافات والتراشق بالكلمات، وسن قوانين للصحافة والمطبوعات، هذا فيما يختص بالأمن الوطني.
أما عن الأمن القومي الذي لا ينفصل عن الأمن الوطني، والذي من أهم أولوياته حماية الشعب وكفالة حرية التعبير وفق الدستور، وحفظ حقوق الإنسان، والعمل على تقوية الجيش للحفاظ على كيان الدولة وسيادتها، ويجب أيضا خلق علاقات وشراكات استراتيجية تمكن الدولة من تقوية مكانتها بين الدول. وهنا يبرز دور الدبلوماسية ووحدة الجبهة الداخلية في توحيد الخطاب في الداخل والخارج.
سادتي،إن الأمم لا تراعي في سيرها إلى ساقط في الطريق، وقد بات العالم لا يعترف إلا بمنطق القوة وعلى الموارد قد احتدم الصراع.
والسودان يملك من الموارد والموقع الاستراتيجي ما يجعله يملك القدرة على أن يكون رقمًا يحسب له ألف حساب في رفد الاقتصادات المحلية والإقليمية والدولية. إن ترك السياسيون الخلاف وتحلوا بالروح الوطنية والمؤسسية والصدق والإخلاص.
فلا حكم بلا عدل، ولا تنمية ولا سلام ولا استقرار إذا لم يكن القانون ھو الفيصل في الدولة والدستور ھو الأساس .
وحفظ الله البلاد والعباد.
جيش واحد، شعب واحد. ودمتم سالمين، ولوطني سلام.
الأحد 12/10/2025
مضمار_الحقائق هل_السواد_نقيصة؟ د. موسى آدم عثمان الفولاني
يظن الكثير من الناس خاصة مجتمع النساء أن الجمال والأناقة والرقي والتحضر والعلو في البياض ل…