إتجاه البوصلة. بقلم /الجزولي هاشم. “حين يتحول الكلام إلى سلاح: خطاب الكراهية وخطر تفكيك المجتمع السوداني”

في لحظة مصيرية من تاريخ السودان، لا تُطلق الرصاصات وحدها في الميادين، بل تُطلق الكلمات في المجالس، ووسائل التواصل، والمنابر، فتحدث ما لا تحدثه القذائف. نعم… لقد تحوّل الكلام إلى سلاح، وخطاب الكراهية إلى وقود يحرق ما تبقّى من جسور التماسك الوطني.
خطاب الكراهية ليس مجرد شتائم عابرة أو ردود أفعال غاضبة، بل هو مشروع تفكيك منهجي، يبدأ بالتخوين، وينتهي بالإقصاء والعنف والتمزيق. وقد وجد هذا الخطاب بيئة خصبة في ظل الحرب، مستغلًا هشاشة الوعي الجمعي، وضعف الضبط الإعلامي، وتراخي النخب عن القيام بدورها الرسالي.
ما نشهده اليوم من حملات شيطنة متبادلة، وتسويق للجهويات والقبلية والتمييز على أساس سياسي أو مناطقي أو أيديولوجي، ينذر بتباعد اجتماعي مدمر، قد لا تُجدي بعده محاولات الإصلاح. فالوطن الذي لا يجمعنا في ألمه وأمله، ستفرّقنا عنه كلمة، وتُغرقنا فيه تغريدة، وتطعننا من خاصرته منشورات تُدار من وراء الشاشات.
إن الحفاظ على السودان لا يبدأ من وقف الحرب فقط، بل من كبح جماح خطاب الكراهية، وترسيخ ثقافة التعايش والاعتراف بالآخر، وإحياء المشتركات الوطنية، وبناء مشروع إعلامي وطني جامع لا يستقوي بالخارج ولا يحرّض على الداخل.السودان اليوم لا يحتاج إلى أصوات تعلو فوق بعضها، بل إلى صوت عاقل يقود الجميع إلى المخرج… فهل من مُنقذ قبل أن تتكلم البنادق بلغة الكلمات التي زرعناها؟.
إتجاه البوصلة الحوار الجاد حول المشتركات الوطنية، واحياء حزوز الثقة بين مكونات المجتمع لمواجهة مشروع التفكيك والدمار الذي يستهدف السودان وقيادته وشعبة ومقدراته .
فلنتق الله جميعا في وطننا، رسالة الإنسان في الحياة هي الاستخلاف وإعمار الأرض….
إذن ستظل معركة اصلاح النفس هي التحدي الاكبر.
القوات المسلحة تفشل اربع محاولات تسلل للمليشيا عبر محاور مدينة الفاشر
تصدت القوات المسلحة والمستنفرين وقوات العمل الخاص والشرطة والمخابرات والمقاومه الشعبية لأر…