إتجاه البوصلة بقلم/الجزولي هاشم الفاشر… شنب الأسد وكبرياء الأرض

في قلب السودان، وفي الفاشر تحديدًا، تتكسر رياح الاستسلام أمام صخرة الصمود، وتتعطل رهانات الطغاة على بوابات الكبرياء. الفاشر، المدينة التي رسمت ملامحها دماء الشهداء، وصبر الأمهات، ودموع الأطفال، تقف اليوم سدا في وجه الريح… وتقول: لن نركع.
الفاشر ليست مجرد مدينة محاصرة، بل هي عنوان الوعي ومركز الإرادة الوطنية.
فيها يُعاد تعريف البطولة، وفي أزقتها تُكتب ملاحم الرجال الذين رفضوا أن تنحني رقابهم لآلة الغدر التي تدّعي الثورة وتحمل رايات الارتزاق والخراب.
المليشيا، ومن ورائها حاضنة سياسية ملطخة بالدماء، تحاصر المدينة جوعًا وقهرًا، ولكنها لم تُدرك أن الفاشر لا تُحاصر، بل تحاصر خيبتهم الأخلاقية، وتفضح للعالم نفاق دعاة حقوق الإنسان الذين يختارون الصمت حين يكون الدم سودانيًا، والضحية امرأة أو طفل أو شيخ من أهل السودان .
الفاشر اليوم، بصمودها، تسقط أقنعة “الحياد الكاذب” و”الدبلوماسية العمياء” للقوى الدولية والإقليمية، وتضع المجتمع الدولي أمام مرآة عدالته المشروخة… فأين أنتم من الأطفال الذين يموتون كل يوم؟ وأين أنتم من الإنسانية التي تُذبح أمامكم وأنتم صامتون؟
إن ما يجري في الفاشر هو اختبار حقيقي لمفاهيم العدل والحق والكرامة… ولن ينجو أحد من المحاسبة؛ لا المليشيا، ولا حاضنتها السياسية ولا صُنّاع الصمت في العواصم البعيدة.
الفاشر لا تنكسر… لأنها ابنة التاريخ، وشاهدة على خيانة الحاضر.
وليعلم الغادرون أن عدالة الأرض قد تتأخر، لكن عدالة السماء لا تُخطئ، والله هو العدل، ولا أفلات من العقاب.
شئ للوطن م.صلاح غريبة – مصر صرخة في مهب الحرب: الفقر في السودان واليوم العالمي للقضاء عليه
Ghariba2013@gmail.com يأتي اليوم العالمي للقضاء على الفقر (17 أكتوبر) ليذكّر العالم…