نقطة إرتكاز د.جادالله فضل المولي يكتب: السودان يُسقِط الوصاية ويفضح الهيمنة

يقف السودان اليوم في قلب معركةٍ مصيريةٍ لا تشبه سابقاتها؛ معركةٌ تتجاوز حدود الاشتباك العسكري لتكشف صراعاً بين مشروعٍ وطنيٍّ يسعى لحماية السيادة ومشروعٍ خارجيٍّ يسعى لتفكيك الدولة وتحويلها إلى ساحة نفوذٍ واقتصادٍ موازٍ تديره عواصم النفط والقرار الغربيّ.
المشهد السودانيّ المعقّد يكشف شبكةً متداخلةً من خيوط الحرب والسياسة والمال هدفها إعادة صياغة السودان بما يخدم مصالح الخارج لا تطلعات شعبه. المعركة الدائرة اليوم ليست فقط بين الشعب والمليشيا بل بين من يريد دولةً ذات سيادةٍ ومن يريد وطناً بلا ملامحٍ ولا هويةٍ وطن مليشيالا وطن مؤسساتٍ.
منذ اندلاع الحرب توحّد أغلب الشعب السودانيّ بمختلف انتماءاته خلف القوات المسلحة إدراكاً منه أن المعركة ليست حزبيةً ولا سياسيةً بل معركة بقاءٍ وكرامةٍ. فالمليشيا التي ارتكبت أفظع الجرائم في الخرطوم ودارفور وكردفان والجزيرة ليست سوى امتدادٍ لمشروعٍ خارجيٍّ هدفه السيطرة على الذهب والزراعة واليورانيوم والموانئ البحرية.
حكومة أبوظبي تمارس أبشع أشكال التوسع الاقتصاديّ والعسكريّ في لعبةٍ مكشوفةٍ عنوانها الهيمنة على البحر الأحمر والموارد السودانية. إنها لعبة توازناتٍ دقيقةٍ يحاول السودان فيها كسب الوقت وتحييد الغرب وتثبيت الجيش كحجر الزاوية في الدولة قبل أي تسويةٍ سياسيةٍ.
لا سلام على حساب السيادة ولا تسوية تُقصي من يقاتل المليشيا. من أراد سلاماً حقيقياً فليبدأ بوقف تمويل المليشيات لا بإقصاء من يواجهها. ومن أراد انتقالاً مدنياً فليحترم إرادة الشعب لا أن يستوردها من واشنطن أو أبوظبي.
السودان اليوم أمام مفترق طرقٍ حاسمٍ إما أن يكون دولةً ذات سيادةٍ تُبنى على دماء الشهداء وصمود جيشها وإما أن يتحوّل إلى وطنٍ يُدار بالريموت من الخارج بأموال النفط والذهب.
لكن هذا الشعب الذي واجه الجوع والمرض والرصاص والخذلان لن يقبل بسلامٍ يُكتب في عواصم أخرى ولا بوصايةٍ جديدةٍ مهما تعددت الأسماء وتغيّرت الواجهات فالإرادة السودانية هي الفيصل وهي التي ستكتب النهاية لهذا المشروع العابر للحدود.
meehad74@gmail.com
الاتحادي الأصل يدين مايتعرض له المدنيين في الفاشر
تترحم قيادة الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل على شهداء معركة الكرامة التي تخوضها جماهير الش…





