حسن النخلي يكتب: التحليق وسط الزحام – العلاقات السودانية المصرية ووحدة وادي النيل (3-5)

في المقالين السابقين، حلقنا في إشارات عامة عن الروابط والوشائج في العلاقة بين شعبي وادي النيل، مصر والسودان، بصورة أقرب إلى الاجتماعية. ولكن ماذا عن العلاقات الاقتصادية والسياسية بين القطرين؟
و إذا أمعنا النظر، نجد أن مصر أكثر ترتيباً في بلورة العلاقات الاقتصادية ووضعها في الإطار السياسي المصري. فكل زعماء مصر ساروا على نهج واحد، وذلك لإيمانهم الراسخ بأن السودان إن لم يكن جزءاً من مصر، فهو رافد مهم من روافد الاقتصاد المصري.
وعلى هذا الأساس، كانت مصر أكثر حرصاً على هذه العلاقة، وخاصة أن كل الحكومات السودانية لم تتعامل مع مصر بمنهجية في شتى المجالات إلا من منطلق ردة الفعل، سواء أكانت ردة الفعل سالبة أو موجبة. وأخذت العلاقات بين الدولتين تسير هادئة لا يعكر صفوها شيء، ما دامت الأمور تسير وفق ما تشتهي مصر.
أعانها على ذلك عدم وجود استراتيجية واضحة للدولة السودانية حيال تأطير وتطوير تلك العلاقة، لتصل إلى المدى الذي يمنح المواطن السوداني الزائر والمقيم بمصر حقوقاً واضحة تمكنه من مزاولة نشاطاته من دراسة وعمل واستثمار وما إلى ذلك.
حتى شركات القطاع الحكومي والخاص ورجال الأعمال تخضع نشاطاتهم تحت تعريف القانون المصري. ومن حق مصر أن تسعى لمصالحها، ولكن أين السودان من السعي لوضع رؤية واضحة تتسم بالمعاملة بالمثل، وفق علاقة تقوم على مبدأ المساواة على كافة المستويات؟
ونحن هنا لا نود ان نعكر صفو تلك العلاقة ولكنا نريد ان نعرفھا سياسيا بيد أننا لا ننكر دور مصر في دعم السودان في المحافل الدولية في كثير من القضايا. ولكن لو أخذنا على سبيل المثال قضية الحدود بين القطرين، حلايب وشلاتين، اللتين تعتبران قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة، ما لم يصل الطرفان إلى اتفاق حولهما ومن الخطأ المتعاظم تجاهل مثل هذه القضايا المصيرية. وإن كان الوقت ووضع الدولة السودانية لا يسمح بذلك الآن ، ولكننا نود أن يكون هناك حسم لتلك القضية، والتأني في مثل هذه القضايا المصيرية.يعود بعواقبةوخيمة يھدد أمن القطرين وھذا مالا نريدھ ولا مانتمني ان يحدث بأي حال من الأحوال…
وللحديث بقية
حفظ الله البلاد والعباد.
جيش واحد شعب واحد.
ودمتم سالمين ولوطني سلام.
الثلاثاء/ 21/10/2025
مجلس السيادة يحسم الجدل بشان ماتردد عن مفاوضات مع المليشيا
مجلس السيادة الانتقالي ينفي بشكل قاطع ما تم تداوله في بعض الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل…





