د/اسامه الفاتح العمري يكتب إعلان الكيان التأسيسي للولايات السودانية المتحدة

أيها الشعب السوداني العظيم،
أيها المواطنون الشرفاء في كل شبرٍ من أرض السودان،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أتحدث إليكم اليوم في لحظةٍ فارقة من تاريخ أمتنا، لحظةٍ تتطلب الصدق والشجاعة والإقدام، لا شعارات ولا مجاملات. لقد بلغ وطننا حداً من الألم والضياع يستدعي أن نعيد تعريف الدولة، وأن نبنيها من جديد على أسس العدل والمواطنة والكرامة والفاعلية.
ومن هذا المنطلق، أعلن اليوم عن الكيان التأسيسي للولايات السودانية المتحدة، مشروعاً وطنياً جديداً يهدف إلى بناء دولة مؤسسات عادلة، ومجتمع متماسك، ونظام حكم يعيد السلطة إلى أهلها إلى المواطن، إلى الحي، إلى الولاية.
إن السودان لن ينهض من رماده إلا إذا عاد الحكم إلى جذوره الطبيعية: الإدارة الأهلية الأصيلة، والمجالس الولائية المنتخبة، والمجالس التشريعية القاعدية التي تنبع من إرادة الناس لا من أوامر المركز.
في هذا المشروع، تُستعاد الإدارة الأهلية كركيزةٍ للتماسك المجتمعي، ودعامةٍ للسلم الأهلي، ومصدرٍ للحكمة في إدارة الموارد والنزاعات، ضمن إطارٍ وطني منظم ينسجم مع الدولة الحديثة، لا يتعارض معها.
كما يقوم الكيان الجديد على المجالس التشريعية الولائية، المنتخبة ديمقراطياً، لتكون صوت المواطن في ولايته، وسلطته في تقرير مصيره المحلي، وتحديد أولوياته التنموية، دون وصاية من المركز أو هيمنة من فئة.
وتنبثق من هذه المجالس هياكل حكم ولائية تنفيذية وتشريعية وقضائية، متصلة في ما بينها ضمن نظامٍ اتحادي متكامل، يحترم الخصوصيات المحلية، ويضمن وحدة الوطن وعدالته في آنٍ واحد.
إن الولايات السودانية المتحدة ليست بديلاً عن السودان، بل هي طريقٌ لإنقاذ السودان، طريقٌ لتوزيع السلطة والثروة بعدلٍ وشفافية، وإعادة الثقة بين الدولة والمواطن، وربط الداخل بالعالم عبر مشروع وطني حضاري يستجيب لتطلعات السلام والاستقرار والتنمية.
إن هذا المشروع لا يتحدث عن الانقسام، بل عن الاتحاد الحقيقي — اتحادٍ يقوم على الإرادة الحرة والمواطنة المتساوية، لا على القهر أو التبعية.
وهو مشروع لا يصطدم بأحد، بل يتكامل مع الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى استقرار السودان والمنطقة، ويعبر عن وجدان السودانيين الباحثين عن حياةٍ كريمة ودولةٍ محترمة في عالمٍ يحترم من يحترم نفسه.
لقد حان الوقت لأن نطوي صفحة الفوضى، والظلم، والمحاصصة، ونفتح صفحة جديدة من المسؤولية والشفافية والتعاون.
حان الوقت لأن نستعيد إنساننا، وكرامتنا، ووطننا.
أيها السودانيون،
إن الولايات السودانية المتحدة ليست شعاراً سياسياً، بل هي عقد وطني جديد، ودعوةٌ للعقلاء، وللشباب، وللمرأة، وللإدارة الأهلية، وللنخب والمجتمع المدني، أن يشاركوا في تأسيس الدولة القادمة — دولة تُدار بالعلم والضمير، لا بالخداع والمصالح.
سنعمل على إعداد الميثاق التأسيسي، وتشكيل لجانٍ فنية واستشارية في كل ولاية، لإعداد التصورات التفصيلية لهياكل الحكم، والقوانين، والنظم الإدارية والاقتصادية والبيئية والصحية، بما يضمن العدالة والتنمية والاستدامة في كل شبرٍ من السودان.
أيها الإخوة والأخوات،
لن يُكتب لهذا الوطن أن ينهض إلا إذا اتحدنا على قاعدةٍ أخلاقية وإنسانية جديدة، قوامها العدالة، والمواطنة، والكرامة، والاحترام المتبادل.
بهذا الإيمان، وبهذا التصميم،
أعلن اليوم بداية المسار التأسيسي لـ الولايات السودانية المتحدة،
باسم كل سودانيٍ يؤمن أن السودان يستحق حياةً أفضل،
وأن إنسان السودان قادرٌ على بناء مستقبلٍ يليق بتاريخه العريق وموقعه بين الأمم.
والله وليّ التوفيق.
د. أسامة العمري
المفكر السوداني
المؤسس والمبادر بمشروع “الولايات السودانية المتحدة”
الخرطوم – أكتوبر 2025
وهج الكلم د.حسن التجاني الي فاشر السلطان تقودني روحي ثم احساسي..الحلقة (9)..!!
لن تنهزم فاشر السلطان باذن الله … يكفيها صمودها حتي اللحظة رغم صعوبة الحياة التي قاد…