‫الرئيسية‬ مقالات مضمار_الحقائق هل_السواد_نقيصة؟ د. موسى آدم عثمان الفولاني 
مقالات - ‫‫‫‏‫3 ساعات مضت‬

مضمار_الحقائق هل_السواد_نقيصة؟ د. موسى آدم عثمان الفولاني 

مضمار_الحقائق  هل_السواد_نقيصة؟  د. موسى آدم عثمان الفولاني 

يظن الكثير من الناس خاصة مجتمع النساء أن الجمال والأناقة والرقي والتحضر والعلو في البياض لذلك تسعى الكثيرات من الفتيات إلى تفتيح البشرة بإستخدام مختلف المساحيق والكريمات التي تفسد وظائف الجلد البيولوجية التي تحافظ على صحة وسلامة الجلد. ليت الأمر اقتصر على الفتيات بل بعض الفتيان يحاولون أن يغيروا بشرتهم من السواد إلى البياض ظنا منهم أن البياض جمال ورُقي ورِفعة ومكانة فبئس الظنون وخيبتها. أما علموا أن الجمال والأناقة والرقي والرِفعة في جمال النفوس والبساطة ليس في التكلف وما علموا أن الجمال في قوله تعالى: “لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم”، وما علموا أن الجمال الحقيقي يتمثل في الرضى بقسمة الله عز وجل العالم والخبير بحال بعباده وقد قسم معايش الناس وارزاقهم بعدله وحكمته فليس سواد البشرة ظلم أو منقصة وليس بياض البشرة كمال أو زيادة في المنزلة أو المرتبة، قال الله تعالى :” إن أكرمكم عند الله أتقاكم” وكما قَالَ سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم وعلى أبينا آدم: “لا فرق بين أبيض وأسود إلا بالتقوى” وايضاً “ألا لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى” أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

 

ومن جانب آخر ان هذه الصنيع مخالف لأمر الله الذي قضاه وتغيير لخلقه الذي خلقه بتقديره وتدبيره وفيه من الوعيد ما فيه وأن فاعل هذا الأمر تتنزل عليه لعنة الله عز وجل.

#رُوي أن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يلعن القاشرةَ والمقشورةَ، والواشمةَ والموتَشِمةَ، والواصلةَ والمتصلةَ” (السلسلة الضعيفة: الصفحة أو الرقم : 4310) واقوى منه الحديث الذي رواه عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم “لَعَنَ اللَّهُ الوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ قالَ: فَبَلَغَ ذلكَ امْرَأَةً مِن بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ يَعْقُوبَ وَكَانَتْ تَقْرَأُ القُرْآنَ، فأتَتْهُ فَقالَتْ: ما حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ أنَّكَ لَعَنْتَ الوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ، لِلْحُسْنِ المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ، فَقالَ عبدُ اللهِ: وَما لي لا أَلْعَنُ مَن لَعَنَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ؟ وَهو في كِتَابِ اللهِ فَقالتِ المَرْأَةُ: لقَدْ قَرَأْتُ ما بيْنَ لَوْحَيِ المُصْحَفِ فَما وَجَدْتُهُ فَقالَ: لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لقَدْ وَجَدْتِيهِ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَما آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهَاكُمْ عنْه فَانْتَهُوا} فَقالتِ المَرْأَةُ: فإنِّي أَرَى شيئًا مِن هذا علَى امْرَأَتِكَ الآنَ، قالَ: اذْهَبِي فَانْظُرِي، قالَ: فَدَخَلَتْ علَى امْرَأَةِ عبدِ اللهِ فَلَمْ تَرَ شيئًا، فَجَاءَتْ إلَيْهِ فَقالَتْ: ما رَأَيْتُ شيئًا، فَقالَ: أَما لو كانَ ذلكَ لَمْ نُجَامِعْهَا. غيرَ أنَّ في حَديثِ سُفْيَانَ الوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ. وفي حَديثِ مُفَضَّلٍ الوَاشِمَاتِ وَالْمَوْشُومَاتِ.

[صحيح مسلم]

 

 

#من المعلوم أن ما يترتب من اللعلن هو الطرد والبعد عن رحمة الله فكل ملعون مطرود ممقوت مبغوض.

هذا من الناحية الشرعية أما من الناحية الصحية الشرعية أيضاً حرم الإسلام الضرر والإضرار كما حرم أن يهلك الإنسان نفسه أو أن يلقي بنفسه مواطن الهلاك. تتمثل أهمية البشرة السمراء لسكان المناطق الاستوائية في توفير حماية طبيعية قوية ضد أشعة الشمس فوق البنفسجية (UV)، وذلك بفضل ارتفاع نسبة صبغة الميلانين التي تقلل من خطر الإصابة بسرطان الجلد وتحمي من تفكك الفولات، وهو فيتامين ضروري لصحة الأجنة وتطورها الطبيعي. كما أن البشرة الداكنة تؤخر ظهور علامات الشيخوخة مثل التجاعيد، مما يجعلها مناسبة وملائمة بشكل مثالي للعيش في البيئات المشمسة ذات أشعة الشمس الكثيفة. #وتشمل الحماية من أشعة الشمس الضارة: *١) الوقاية من السرطانات:* حيث تمنح صبغة الميلانين العالية في البشرة السمراء حماية قوية ضد أشعة الشمس الضارة، مما يقلل من فرص الإصابة بسرطان الجلد. *٢) الحماية من تفكك الفولات:* حيث تحمي البشرة الداكنة من تفكك حمض الفوليك (فيتامين B9) بواسطة الأشعة فوق البنفسجية. الفولات مهم جداً لتطور الأجنة بشكل سليم، حيث يرتبط نقصه بعيوب الأنبوب العصبي مثل انعدام الدماغ وشق العمود الفقري. *٣) التكيف التطوري:* طور البشر ألوان بشرة داكنة في المناطق ذات أشعة الشمس الشديدة كآلية للبقاء والتكيف. لذا كانت هناك حاجة ملحة للحفاظ على الفولات من الضرر الناتج عن الشمس، بينما يحتاج الجسم في الوقت نفسه إلى أشعة الشمس لإنتاج فيتامين D اللازم. لذلك، يوفر لون البشرة الداكن توازناً مثالياً بين هاتين العمليتين. *٤) تأخير الشيخوخة:* البشرة السمراء أقل عرضة لظهور علامات التقدم في العمر مثل التجاعيد والخطوط الدقيقة مقارنةً بالبشرة الفاتحة. *٥) الحفاظ على صحة الجلد:* توفر البشرة الداكنة درجة من الحماية ضد الحروق الشمسية والفروقات الموسمية في كثافة الأشعة فوق البنفسجية.

#أيها الفتاة السمراء أيها الفتى الأسمر هل تُدركان هذه الميزات وهذه الفوائد؟ هل تعلمان أن الله لو أراد لكما البياض لوهبكما إياه من غير سؤال أو اجتهاد لكنه عليم خبير بحال عباده وطبيعة بيئتهم؟! أصحاب البشرة البيضاء لا يستطيعون العيش تحت السقف الاستوائي ولا يتحملون الأشعة فوق البنفسجية لأن بيئتهم غير بيئتنا. بالإضافة إلى ذلك فإن استعمال المساحيق تعطل بعض الوظائف التي يقوم بها الجسم كانتاج فيتامين D أو صبغة الميلانين وغيرها من الوظائف الحيوية. ويبتع ذلك أضرار وخيمة تضر أولا بالجلد وكذلك لها ضرر بالغ الأجنة مما يؤدي إلى تشوهات خلقية وغير ذلك. بحسب ما ورد عن موقع الطبي: عند استخدام مستحضرات تفتيح البشرة، مثل الهيدروكينون ( Hydroquinone)، فإنه يقوم بتقليل عدد الخلايا الصبغية بالجلد، مما يؤدي إلى تبييض البشرة. حيث أصدرت إدارة الغذاء والدواء (Food and Drug Administration) إشعاراً بأن منتجات تبييض البشرة التي لا تستلزم وصفة طبية غير معترف بها على أنها آمنة وفعالة. تم اعتبارها منتجات غير آمنة للاستخدام البشري. وتتمثل الأضرار الناجمة من استخدام مستحضرات التجميل في التالي: *١) التسمم بالزئبق من اضرار تفتيح البشرة:* على الرغم من حظر استخدام الزئبق في منتجات تفتيح البشرة، ولكن لا زالت بعض شركات مستحضرات البشرة تقوم بإضافة الزئبق كمكون أساسي ضمن منتجات تفتيح البشرة، وبالتالي فإن استخدام هذه المنتجات قد يسبب التسمم بالزئبق، وتشمل أعراض التسمم بالزئبق ما يلي: الخدر والتنميل، ارتفاع ضغط الدم، الإعياء، حساسية الضوء، الأعراض العصبية، مثل الرعاش وفقدان الذاكرة والفشل الكلوي *٢) ظهور حب الشباب الستيرويدي:* قد تتسبب كريمات تبييض الجلد التي تحتوي على الكورتيكوستيرويدات في ظهور حب الشباب الستيرويدي، والذي يمكن أن يظهر في مختلف أجزاء الجسم وفقاً لمنطقة استخدام الكريم. *٤) اضطراب في الكلى:* والذي غالباً ما ينتج عن تلف الأوعية الدموية بالكلى، ويتسبب في إفراز الجسم للكثير من البروتين في البول، وتتمثل أعراض اضطراب الكلى في: تورم حول العينين، تورم القدمين والكاحلين، البول الرغوي، فقدان الشهية والإعياء. *٥) شيخوخة الجلد المبكرة:* يمكن أن يساهم الاستخدام المطول لكريمات تفتيح البشرة في الإصابة بشيخوخة الجلد المبكرة، حيث تبدأ الخطوط والعلامات في الظهور مبكراً، وذلك لأن مكونات هذه المنتجات تغير في طبيعة الجلد، وقد تسبب على شبابه وحيويته *٦) تغير لون الجلد:* على الرغم من أن الغرض الأساسي من استخدام كريمات تفتيح البشرة هو التبييض، ولكنها قد تسبب تغير لون الجلد ليتحول إلى لون غير مرغوب فيه ويمكن أن يكون هذا التغير في اللون مزمناً ويصعب علاجه. ويضاف إلى ذلك أحيانا التقرحات والتسلخات *٧) الاصابة بالسرطان:* يعد بالسرطان من الآثار الجانبية طويلة المدى المحتمل حدوثها عن استخدام كريمات تفتيح البشرة، حيث يمكن أن يتسبب الهيدروكوينون في إتلاف الحمض النووي، وذلك في حالة استخدامه بشكل يومي وتراكمه في الجسم.

هذه جملة من المخاطر المحدقة بصحة الذين يستخدمون مساحيق تبيض البشرة ولقد إزداد الخطر عندما ظهرت الحقن حيث تحقن الفتاة لتبيض جميع جسمها. مع الأسف الشديد مع علم بعض الفتيات بالمخاطر الصحية المحدقة بصحتهن جراء استخدام مستحضرات تفتيح البشرة نجد أن الكثيرات مقبلات بشكل دؤوب ومستمر في استخدامها من غير حساب أو النظر إلى العاهات العواقب الوخيمة الناجمة من استخدامها.

وتبقى التساؤلات حاضرة في طيات هذا المضمار: لماذا انتشرت ظاهرة إستخدام المستحضرات غير الآمنة ولا تعرف لها وصفات طبية؟ ويأتي السؤال الثاني من المسؤول عن تفشي وانتشار أماكن بيع المستحضرات غير المرخص لها كيف دخلت إلى السوق؟ أين دور القوانين التي تنظم تداول الأدوية والسموم؟ هل يصرح لأي شخص أن يبيع هذه السموم؟ هل تتوفر الظروف المناسبة للتخزين؟ أين تباع هذه السموم؟ في الصيدليات المرخصة أم المحلات التجارية؟ من يجيب على التساؤلات أعلاه؟

ويبقى السؤال: هل العيب في السواد وهل السواد منقصة؟

 

تحياتي وتقديري

 

#سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان الا إله إلا أنت استغفرك واتوب إليك

‫شاهد أيضًا‬

لنقل المواشي بمواصفات عالمية…. مذكرة تفاهم بين وزارتي النقل والثروة الحيوانية

وقعت وزارة الثروة الحيوانية والسمكية الاتحادية مذكرة تفاهم مع الخطوط البحرية السودانية لحل…