‫الرئيسية‬ مقالات السودان عنوان الوفاء.. فلا تخذلوه بقلم السفير / رشاد فراج الطيب
مقالات - ‫‫‫‏‫3 ساعات مضت‬

السودان عنوان الوفاء.. فلا تخذلوه بقلم السفير / رشاد فراج الطيب

السودان عنوان الوفاء.. فلا تخذلوه        بقلم السفير / رشاد فراج الطيب

السودان ليس دولة عابرة في جغرافيا العرب والمسلمين وخرائطهم ، بل هو قلبهم النابض وضميرهم الحي .

هذا البلد الذي كان دائمًا في قلب القضايا الكبرى للأمة ، يواجه اليوم أكبر عدوان داخلي وخارجي في ربما في التاريخ الحديث علي دولة ذات سيادة ، تحالف فيه الطامعون من خارج الحدود مع تمرد في الداخل بهدف فرض إرادة دول طامعة في التوسع والنفوذ وتسعى للهيمنة على ثرواته وموقعه ودوره .

 

السودان لم يكن يومًا سببًا في حرب ، لكنه كان دومًا ضحية لحروب الآخرين وصراعاتهم او هدفا لاستهداف خارجي .

ومن المؤلم أن يجد نفسه اليوم وحيدًا في مواجهة عدوان مموّل ومدعوم من قوى إقليمية ودولية ، بينما يصرّ بعض الأشقاء على تسميته “نزاعًا داخليًا” ، وكأن ما يجري لا يتعدى خلافًا على سلطة أو مقعد حكم ! رغم أن الصورة واضحة والشواهد كثيرة علي طبيعة هذه الحرب ومن يشعلها ويمولها ويستثمر فيها .

 

ان دولا شقيقة ، تطالب المجني عليه أن يجلس مع الجاني ليتفاوضا على وقف الحرب ، متجاهلة أن ما يحدث ليس صراعًا او نزاعا بين طرفين متساويين ، بل هو عدوان مكتمل الأركان يستهدف وجود الدولة السودانية وجيشها ومواطنيها وهويتها ، ويستخدم فيه مرتزقة من الجوار القريب ومن أقاصى الدنيا وسلاحا أجنبيا فتاكا ومتطورا وباهظ الثمن ولا يمكن أن تملكه قوة منشقة ولا فصيل محلي في اي دولة في العالم !

 

لقد بذل السودان جهدا لشرح حقيقة مايجري وحاول أن يستنصر بالأقربين ، وبمؤسسات العدالة الإقليمية والدولية ، فلم يجد إلا صمتًا أو تردّدًا أو حيادًا باردًا يساوي بين الضحية والعدوان .

 

أما بعض الأشقاء ، فقد تماهوا وانخرطوا وبحسن نية مع مبادرات خارجية لاتخلو بالضرورة من الغرض ، ربما ظنوا فيها خيرا أو استحسنوها لتقديرات تخصهم ، وهي تسعى إلى فرض تسوية سياسية تبني علي فرضية وقف الحرب باي ثمن ومن خلال الضغط علي ماتسميه – طرفي الحرب – ودون اعتبار لسردية السودان أو لحقيقة ما يحدث علي الأرض حتي ولو كانت تسوية تُبقي السودان ضعيفًا ومرشحا لأزمة أخري او حتي لخطر الحرب الأهلية أو التقسيم ، وليت الاشقاء يدركون أن أي تسوية تضعف الجيش او تستهدف قيادته او سلاحه وتقطع الطريق على انتصاراته التي سطرها بدماء الشهداء الغالية وهو يقوم بواجباته الدستورية في تحرير الأرض واستعادة الدولة وفرض الأمن والاستقرار وهزيمة العدوان وطرد المرتزقة الغزاة هي خذلان للسودان وهي تسوية مرفوضة بأمر من الشعب وجيشه العظيم.

وسيسجل التاريخ كل المواقف التي تضع السودان في دائرة الخطر والتقسيم .

 

ومؤكد أن الأشقاء يذكرون …

 

أن السودان الذي يقف وحيدا في أزمته اليوم ، كان حاضرا معهم بالأمس في كل معاركهم ، وفي كل خساراتهم.

وكان مشاركا ومبادرا في كل القضايا العربية والإسلامية الكبرى من فلسطين ومصر إلى العراق ، ومن ليبيا إلى اليمن ، ومن الصومال وحتي البوسنة وليس انتهاء بعاصفة الحزم .

كان السودان دائم الوقوف مع أبناء أمته ، يقاسمهم الانتصار ويطبب ويواسي جراحهم عند الانكسار والنكسة .

 

لقد كان السودان ، وما يزال ، ثابتا ووفيا نحو الانتماء للعروبة والإسلام ولإفريقيا ، ينحاز إلى قضايا الأمة دون مصلحة ضيقة ، ودون حسابات آنية.

وإن استُهدف اليوم ، فذلك لأنه ظل وفيًا لتاريخه ودوره ، ولأنه كان دائمًا على العهد ، لا يساوم ولا يبيع مواقفه في أسواق السياسة .

 

إن كل مؤامرة تُحاك ضد وحدة السودان وسيادته وموارده إنما تهدف إلى تعطيله ومنعه من النهوض بدوره ، وحتى لا يعود كما كان قويًّا ، عزيزًا بقراره ، وسندًا لأمته .

فهل يُقبل أن يُكافأ السودان عنوان الوفاء بهكذا مواقف

وهل يدرك من يخذلونه أن سقوطه ، لا قدر الله ، سيكون سقوطًا لظهر الأمة كلها .

 

السودان لا يطلب الا إنصافًا واعترافًا بحقيقة ما يجري على أرضه .

يطلب من أشقائه أن يقفوا معه كما وقف معهم ، وأن يدركوا أن معركته اليوم ليست سوي معركة الأمة كلها في وجه الطامعين .

واعلموا أن بالسودان شعبا لايرضي بالدنية من أمره ، وجيشا عتيدا لم يخسر معركة خلال قرن من عمره المجيد . وفوق كل ذلك له رب يحميه.

 

السودان هو عنوان الوفاء …

فلا تخذلوه لأي اعتبارات أو تقديرات آنية فتندمون.

 

* باحث في العلاقات الدولية

‫شاهد أيضًا‬

تلوث بيئي يهدد سكان كافوري مربع (1) ولجنة الإعمار تطلق نداء عاجلا لوزارة الصحة

أطلقت لجنة مبادرة إعمار حي كافوري مربع (1) نداء عاجلا إلى وزارة الصحة الاتحادية ووزارة الص…