نقطة إرتكاز د.جادالله فضل المولي يكتب :عند المحن تُختبر المعادن

عند المحن تُختبر المعادن، وتنكشف الحقائق، وتظهر المواقف على حقيقتها. في لحظات الشدة، لا مكان للتجمّل، ولا مجال للتزييف، فإما أن تكون ذهباً يصمد تحت النار، أو فولاذاً لا ينكسر، أو حديداً يصدأ عند أول اختبار. المحن لا تصنع الرجال، بل تكشفهم، وتُفرز الكيمان بين من يحمل الوطن في قلبه، ومن يبيعه في أول منعطف.
في هذه الأيام العصيبة، حين تتقدم المليشيا المتهورة في أي محور، يخرج بعضهم مهللاً، مروّجاً، وكأن ما حدث انتصاراً، بينما هو في الحقيقة خيانة وتمرد. هنا تتضح المعادن، وتُعرف المواقف، ويُكشف الغطاء عن أشباه الرجال الذين لا يصمدون أمام ضغط اللحظة، ولا يملكون بوصلة الانتماء.
قادة الجيش ومن هم في الميدان وحدهم يعلمون أين تشير بوصلة المعركة، وهم وحدهم يحق لهم التحدث عن أي انسحاب أو هجوم. فالميدان لا يُدار من خلف الشاشات، ولا تُخاض المعارك عبر التغريدات، بل تُحسم بالدم، وبالقرار، وبالثبات.
وفي كل يوم، يتم فيه الكشف عن الإعلام الوطني من الإعلام المضلل والمزيف، تتضح الصورة أكثر. عند سقوط المدن في يد المليشيا، اكتشفنا وجوهاً كنا نظنها إعلاماً مسانداً، فإذا بها إعلاماً مضاداً، يُشكك، ويُخذّل، ويُضعف الجبهة الداخلية في لحظةٍ تحتاج إلى الكلمة الصادقة أكثر من أي وقتٍ مضى.
الكلمة أثناء المعركة رصاصة، إن لم تجعلها في صدر عدوك كانت في ظهر أخيك. فلا مكان للحياد الرمادي، ولا للخطاب المائع، فإما أن تكون مع الوطن، أو ضده. وإما أن تكون صوتاً للثبات، أو صدىً للانكسار.
المليشيا مهما انتفشت، ومهما روّجت لانتصاراتها، فهي بإذن الله إلى زوال، والباطل زهوق، والحق منتصر. فالسودان لا يُحكم بالتهور، ولا يُدار بالفوضى، بل يُحمى بالعقل، ويُصان بالإرادة، ويُنهض بالرجال الذين لا يبيعون وطنهم في سوق المصالح.
في هذه اللحظة الحرجة، لا بد من التماسك، لا بد من الثقة، لا بد من الإيمان بأن النصر مع الصبر، وأن الوطن لا يُبنى إلا حين تتوحد كلمتنا، وتُصوب رصاصاتنا نحو العدو، لا نحو بعضنا البعض. السودان سينهض حين يتوحد شعبه خلف جيشه، خلف قضيته، خلف حلمه الذي لا يموت.
meehad74@gmail.com
شئ للوطن م.صلاح غريبة – مصر الشمالية.. بوابة السودان لإعادة الإعمار والشفافية
Ghariba2013@gmail.com لا شك أن الحديث عن “إعادة إعمار السودان” يمثل بصي…





