إتجاه البوصلة. بقلم/ الجزولي هاشم الإصلاح الحزبي بعد الحرب… (5) “من الشتات إلى الكتل… من الانغلاق إلى القومية”

في واقع سياسي مأزوم، لم يعد مقبولًا أن تبقى الأحزاب السودانية أسيرة هياكلها القديمة، وضعف تمثيلها، وضبابية رؤاها. إذا أردنا انتقالًا ديمقراطيًا حقيقيًا، فلا بد من مراجعة جوهر العمل الحزبي نفسه، من حيث البناء، والفكر، والممارسة.
أحد المداخل الإصلاحية هو فرز الأحزاب وتجميعها في كتل أيديولوجية واضحة:
– كتلة ذات توجه إسلامي قومي.
– كتلة علمانية أو يسارية.
– كتلة وسطية وطنية.
هذا التصنيف لا يُقصي أحدًا، بل يُنظّم الساحة ويجعل المواطن قادرًا على الاختيار بناءً على برامج لا شعارات.
لكن ما الفائدة من كتل فكرية إن كانت تعيد إنتاج الانغلاق الجغرافي والقبلي؟
هنا تبرز ضرورة أن تكون الأحزاب قومية في تكوينها، فلا يمكن لحزب أن يدّعي تمثيل السودان وهو محصور في ثلاث ولايات أو نخبة اجتماعية محددة.
قومية الحزب تعني:
– أن تشمل عضويته كل ولايات السودان.
– أن تعكس قياداته تنوع البلاد الجغرافي والثقافي.
– أن يعبّر خطابه عن هموم كل المناطق لا العاصمة فقط ورقعة جغرافية محدودة .
وحتى تكون الكتل الحزبية ذات جدوى، لا بد من:
– ممارسة الشورى والديمقراطية داخل الحزب.
– احترام تداول القيادة والابتعاد عن الوراثة السياسية.
– توفير منصات للتقييم الذاتي والتجديد الفكري.
إن القومية ليست شعارًا، بل ممارسة تبدأ من تكوين الحزب وتنتهي عند صياغة قراره.وحين تُجمع الأحزاب على هذا الأساس، يمكن حينها أن تتنافس بشرف، وتتحاور بندية، وتبني الوطن بتعدد لا تمزق.
#أحزاب_قومية
#كتل_فكرية_واعية
#الشورى_والديمقراطية
#السودان_لكل_السودانيين
شئ للوطن م.صلاح غريبة – مصر الشمالية.. بوابة السودان لإعادة الإعمار والشفافية
Ghariba2013@gmail.com لا شك أن الحديث عن “إعادة إعمار السودان” يمثل بصي…





