حسن النخلي يكتب: التحقيق وسط الزحام بعض التبيان فيما ذهب إليه “البرهان”

الحديث (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
قد أخذ المخذولون والمتنطعون بخضون فيما ذهب إليه الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الفتاح البرهان في سعيه لإحلال السلام في ربوع السودان وحفظ أرضه وإنسانه وثرواته من النهب والسرقة. ولا نود أن نذهب في ذلك كثيرا فالأمر جلي للعيان ولكل ذي جنان.
فلنلج لبعض التبيان فيما ذهب إليه البرهان تذكرة وزيادة للإفهام ورد على من بعقله نقصان.
أولا: الموانع من مصالحة الدعم السريع وقحت
1/ لقد سبق أن سعى البرهان لضم الدعم السريع إلى الجيش لتصير قوة نظامية يحكمها قانون قوات الشعب المسلحة السودانية. وقبلها تم تعيين قائد الدعم السريع نائبا لرئيس مجلس السيادة، ولكن القوات أخذت تماطل وتماطل رغبة منها بعدم الالتزام بالدمج. وما موضوع طلب تأخير الدمج لعشر سنوات إلا سوء نية وطلب المستحيل، إذ كانت تريد أن تستولي تلك القوات على الدولة السودانية بمرور الأيام. وقد سعت لذلك بمعاونة قوى الحرية والتغيير التي كان من المفترض بها أن تكون قوة مدنية تمثل الثورة، ولكن بفشل الجناح المدني فيهم وانشغالهم بهدم الدولة وتفكيك الجيش وبيعهم للثوار ومبادئ الثورة. وبرغم أنهم كانوا حكاما مازالوا ينادون للتظاهرات ضد الجيش مما أرهق المواطن والوطن، وكانت تلك أول بذور الفتنة والانقسام. فأغووا الدعم السريع وأغروا قائدهم بالسلطة بالتنسيق مع الامارات ، فكان الغدر والتمرد (والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتان) كما ھو معلوم والمجرب لا يجرب .
2/ الجرائم البشعة التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع الإرهابية في حق الشعب السوداني والدماء التي أريقت والأرواح التي أزهقت. كل ذلك الدم والانتهاكات لا تجبر إلا بالقصاص أو الدية، ولا يستطيع البرهان تجاوز ذلك لأن حق العفو لأولياء الدم من الشعب وھم يطالبون بالقصاص.
3/ لقد عرضت قوات الدعم أمن وسلامة الوطن للمخاطر متعاونة مع جهات خارجية مما يشكل تهديدا حقيقيا للإقليم برمته لا السودان فحسب. فلذلك وجب تضافر كل الجهود الدولية لبتر ذلك السرطان.
4/ دعم الإمارات السافر والمثبت دوليا يعد خرقا واضحا لكل القوانين الدولية مما يوجب المحاسبة. وهناك الكثير من الأدلة والبراهين من مؤسسات دولية ومنظمات إنسانية وحقوقية بل ودول تمتلك الإدانة والمستندات بتورط الإمارات في حرب السودان. فكيف لشريك في الجريمة أن يكون حكما أو وسيط في دعم السلام.فالاحري ان يوصف براعي الإرھاب ،ممايوجب توقيع العقوبات عليه.
ثانيا: عقد علاقات استراتيجية مع أمريكا وبعض الدول الأخرى والانفتاح الدبلوماسي والسعي للسلام والاستقرار
1/ علاقة الولايات المتحدة بالسودان قبل الانقاذ كانت جيدة، فليس من المستغرب أن تعود كما كانت أو أفضل.
2/ سعي البرهان لخلق علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة يدخل في المضمون الفقهي (دفع الضرر أولى من جلب المصالح). فإن بعض الشر أهون من بعض الضرر والضرر الخفيف يدفع به الضرر الثقيل. وهنا يظهر جليا ويتبين لكل ذي عقل رشيد أن مليشيا الدعم السريع الإرهابية هي أكثر همجية و وحشية . فهي مليشيات متمردة لا تنضوي تحت جھة فھم عبارة عن مرتزقة ولصوص وقطاع طرق لاتعترف بأي قانون أو عرف ولا تلتزم بالمواثيق والعهد. فهي لا مبادئ لها ولا أخلاق. لا تجيد شيئا غير القتل والنهب والتشريد والاغتصاب. وإن لم يجدوا من يقتلونه تقاتلوا في بعضهم. مجتمعهم حيواني شهواني مما يشكلون ضررا كبيرا وتهديدا للإقليم برمته وأمن البحر الأحمر لا أمن السودان فحسب. فهم الضرر الأثقل والخطر الأكبر. فسعي البرهان لخلق علاقات استراتيجية مع الغرب وعلى رأسهم أمريكا يفتح الباب على مصرعية لاجتثاث تلك الفئة الباغية والتمردة التي أضحت جماعات أرهاب عبارة للقارات تمولها الإمارات.
3/ العلاقات السودانية الأمريكية في ظل رؤية البرهان لا تجلب السلام فحسب، بل تفتح آفاق جديدة نحو التنمية والاستقرار والاستفادة من تكنولوجيا الغرب في جميع المجالات وفتح فرص للتعليم الجامعي والدراسات العليا مما يسهم في التنمية البشرية الحقيقة ورفع كفاءة التصنيع والإنتاج.
4/ إن ما قام به البرهان ويسعى إليه ليس بدعا بين الأمم. ويكفينا مثلا اتفاقية كامب ديفيد ( Camp David Accords) ببعيدة عن الأذهان التي تمت ما بين مصر وإسرائيل. وكانت ساعتها مصر أقرب للزوال كدولة لولا أن العرب كانوا وقتها بخير فهبوا لنصرة مصر، وكان المصريين في الموعد، وكان العبور. ولكن لم يغتر السادات بنصره بل جنح للسلام لعلمه التام أن الحرب لا تنتهي بحرب. وحقن دماء المصريين وما لم يستطع أن يعيده بالحرب تم استرداده بالسلام (سيناء). ونهضت مصر كبوتها وغدت ماردا لا يشق له غبار. وقد لاقى السادات انتقادات في الداخل المصري في حينها من أدعياء السياسة والفهم والوطنية في مصر، ولكن لم يعبأ بأحد منهم لأن الشعب المصري كان مع الجيش في الحرب وكذلك في السلام.وذھب الزبد جفاء (المنتقدون )
سادتي، إن من يعارض مساعي سيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إنما ھو كمن يسبح عكس التيار أو يريد لهذا الوطن الدمار.
اللهم قد بلغت اللهم فأشهد.
…وإن عدتم عدنا.
حفظ الله البلاد والعباد.
جيش واحد شعب واحد.
ودمتم سالمين ولوطني سلام.
الأحد/ 30/نوفمبر/ 2025
محجوب أبوالقاسم يكتب الرسالة وصلت..حين يتكلم الشعب
لم يكن يوم أمس 13 ديسمبر 2025م يوما عابرا في تقويم الأحداث بل كان فاصلا بين مرحلتين وعنوان…





