‫الرئيسية‬ مقالات حديث الساعة الهام سالم منصور غياب السودان عن المؤتمر الاقتصادي المصري الأفريقي… صفعة دبلوماسية في وقت تحتاج فيه البلاد إلى الحضور لا الغياب
مقالات - ‫‫‫‏‫أسبوعين مضت‬

حديث الساعة الهام سالم منصور غياب السودان عن المؤتمر الاقتصادي المصري الأفريقي… صفعة دبلوماسية في وقت تحتاج فيه البلاد إلى الحضور لا الغياب

حديث الساعة     الهام سالم منصور  غياب السودان عن المؤتمر الاقتصادي المصري الأفريقي… صفعة دبلوماسية في وقت تحتاج فيه البلاد إلى الحضور لا الغياب

شهدت القاهرة انعقاد المؤتمر الاقتصادي المصري الأفريقي الأول، الذي جمع كبار ممثلي دول القارة وخبراء الاقتصاد والدبلوماسيين، في حدث يُعتبر من أهم المنصات التي تناقش مستقبل الاقتصاد الأفريقي وآفاق الشراكات الجديدة بين دول القارة. وعلى مدى جلساته، قدّم المؤتمر رؤى عملية حول إزالة المعوقات الاستثمارية، تعزيز التعاون الإقليمي، وتطوير البنية الاقتصادية المشتركة، ما يجعله محطة محورية لصنّاع القرار.

 

لكن ما كان لافتاً – ومؤسفاً في الوقت ذاته – هو الغياب التام للتمثيل السوداني:

لا وفد رسمي، لا صوت دبلوماسي، ولا حتى حضور إعلامي يليق ببلد يتصدر واجهة التحديات الأفريقية ويحتاج إلى كل منصة تتيح له عرض رؤيته واحتياجاته.

 

غياب لا يمكن تبريره

 

في الوقت الذي تتسابق فيه دول القارة لإبراز قدراتها، واستقطاب المستثمرين، وتثبيت وجودها في الساحة الإقليمية، ظهر السودان غائباً عن المشهد تماماً. وهذا الغياب ليس تفصيلاً صغيراً، بل مؤشر خطير على ضعف التنسيق الدبلوماسي وغياب الرؤية لدى سفارة السودان بالقاهرة، التي يفترض بها أن تكون عين البلاد وصوتها في أهم العواصم الإقليمية.

 

لقد تحوّلت مهام بعض السفارات – للأسف – إلى مسارات لا تمت بصلة لأولويات الوطن، بينما تمر البلاد بأدق مراحلها السياسية والاقتصادية، مرحلة تتطلب دبلوماسية نشطة، لا دبلوماسية صامتة.

 

الدبلوماسية الاقتصادية… بوابة السودان للمستقبل

 

في عالم اليوم، لم تعد الدبلوماسية تقتصر على البروتوكول واللقاءات، بل أصبحت دبلوماسية اقتصادية في المقام الأول.

حضور السودان في مثل هذا المؤتمر كان سيتيح له:

 

عرض فرص الاستثمار في الزراعة والمعادن والطاقة.

 

طرح رؤيته للإعمار والإنعاش الاقتصادي بعد الحرب.

 

بناء شراكات مع الدول الأفريقية ذات التجارب الناجحة.

 

تعزيز مكانته كدولة محورية في البحر الأحمر والقرن الأفريقي.

 

كسب دعم إقليمي لخطط التعافي وإعادة البناء.

 

غياب السودان يعني ببساطة ضياع فرصة ثمينة كانت ستعود بنفع كبير على المواطن والاقتصاد الوطني.

 

السؤال الذي يفرض نفسه

 

إلى متى سيظل السودان غائباً عن الطاولة بينما يناقش الآخرون مستقبل القارة الاقتصادية؟

وإلى متى ستظل بعض السفارات تعمل بمعزل عن مسؤولياتها الوطنية، منشغلة بمهام لا تُسمن ولا تُغني بينما الوطن يحتاج لكل جهد حقيقي؟

 

إن غياب السودان عن هذا المؤتمر ليس حدثاً عابراً، بل جرس تنبيه يجب أن يُسمع جيداً. فالمرحلة الراهنة تتطلب حضوراً قوياً، صوتاً واضحاً، ورؤية استراتيجية تعيد السودان إلى مكانه الطبيعي بين دول أفريقيا.

 

هذا المقال يأتي ضمن سلسلة حديث الساعة التي تسلّط الضوء على مكامن الخلل، وتفتح أبواب النقاش حول كيف يمكن للسودان أن يستعيد دوره ويلتحق مجدداً بمنصات الفعل والتأثير.

 

الاحد ٣٠نوفمبر٢٠٢٥

‫شاهد أيضًا‬

محجوب أبوالقاسم يكتب الرسالة وصلت..حين يتكلم الشعب

لم يكن يوم أمس 13 ديسمبر 2025م يوما عابرا في تقويم الأحداث بل كان فاصلا بين مرحلتين وعنوان…