كتب عماد الدين يعقوب: أبوظبي تدفع وأديس تجند والخرطوم تجغم
في الأنباء أن قيادة ميليشيا آل دقلو الإرهابية اتفقت مع الجيش الأثيوبي على تجنيد أفراد من قدامى المحاربين بالجيش الأثيوبي والقوات النظامية الأخرى وبعض عناصر الميليشيات الإقليمية العاطلين و السجناء كمرتزقة لصالح ميليشيا آل دقلو الإرهابية للقتال في صفوفها ضد الجيش السوداني مقابل مبالغ مالية تدفع للجيش الأثيوبي..
وحتى تضمن ميليشيا آل دقلو الإرهابية انضمام أكبر عدد ممكن من هؤلاء المرتزقة إليها، فقد قدمت الميليشيا عروض مغرية للراغبين في التجنيد تتضمن مبالغ دولارية عالية وتأمين على الحياة ومنح هويات جديدة..وزيادة الرواتب بعد تحقيق النصر..!!
وبالمقابل لوحت الميليشيا بعصا الترهيب في وجه المرتزقة فيما لو تم الاخلال بشروط السرية والالتزام بالوفاء بالمدة وعدم الهروب أو التراجع عن الانخراط في التدريب أو العمليات العسكرية.
وتأتي هذه الأنباء في وقت تتلاحق فيه الهزائم على ميليشيا آل دقلو في كل جبهات القتال، وتتقهقر قواتها كل يوم وتفقد ما كانت تسيطر عليه من مناطق، ويتساقط قاداتها الميدانيين ومقاتليها البارزين صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية..
تريد ميليشيا آل دقلو أن تعوض خسائرها الكبيرة في الميدان كماَ وكيفاَ بتجنيد مرتزقة أجانب ظناَ منها وممن يكفلها أن ذلك سينقذها من الهزيمة ويمكنها من استكمال مشروعها الخيالي الرامي إلى اختطاف الدولة السودانية وإقامة دولة آل دقلو محلها.
لجوء الميليشيا إلى تجنيد مرتزقة أثيوبيين يفضح حقيقة وضعها البائس وافلاسها وضياع ما ظلت تسميه ب (القضية) وما ظلت تدعيه وترفعه من شعارات كاذبة تتحدث عن الديمقراطية والحكم المدني والعدالة.. إلخ..
فالمعلوم أن المرتزق ليس له قضية، قضيته واحدة فقط وهي كسب المال، وحين يصبح المال هو الهدف الرئيسي والدافع الأساسي للمقاتل فإن ذلك يعني الهزيمة بعينها.
وهذه حقيقة تتجلى بصورة واضحة فيما آل إليه حال الميليشيا الإرهابية، حين زجت بعشرات الآلاف من المرتزقة و السجناء السابقين والمطلوبين للعدالة من دول ومجتمعات شتى للقتال بجانبها فكانت النتيجة هي الهزيمة التي تتجرعها الآن وكان حصادها من ذلك ذهاب عشرات الآلاف منهم إلى الدار الآخرة وهروب المئات وأسر الآلاف وتدمير قوتهم الصلبة واستيلاء الجيش والقوات المتحالفة معه على عدد كبير من آلياتهم وعتادهم العسكري المتقدم وجهها الجيش ضدهم وما يزال يحصدهم بها حصداَ..
وتعكس خطوة لجوء الميليشيا إلى تجنيد مرتزقة خطل تفكيرهم وسوء تخطيطهم وافتقارهم إلى التجربة والخبرة في مجال التخطيط الحربي..
فالمرتزق عنصر يائس بائس عاطل عن العمل مختل التفكير وليس له دافع قيمي معنوي وأخلاقي للقتال (ما عندو غبينة) فكل هدفه هو تحصيل (جُعله)، وهو بهذا الوصف شخص حريص على الحياة للاستمتاع بمكسبه المالي، لذلك فهو يعمل ويكرس جهده وهو في ميدان القتال على أن يظل حياَ ولا يعرض نفسه حتى للإصابة لذلك يكثر في أوساط هؤلاء الفرار والهروب والتولي بأدبارهم أمام فرسان الجيش والقوات النظامية الأخرى والمستنفرين، ومن ذلك أيضاً حرص المرتزق على أخذ الغنائم والانشغال بها والسعي إلى النجاة من الموت أو القتل للتمتع بغنائمه وهذه كلها عوامل تقود إلى الهزيمة..
لذلك فلا خوف ولا جذع ولا خشية من هذه الأنباء فالمرتزقة مصيرهم الهزيمة، إنهم يدفعون بأنفسهم إلى المحرقة، السودان سيكون مقبرة لكل مرتزق مدفوع الأجر، سيقبر منهم من يقبر وستقتات الطيور من جثثهم الخبيثة ويؤسر منهم من يؤسر ويبقى السودان وطناَ عزيزاَ شامخاَ وتسطر في سجل تاريخه التليد هذه الملحمة العظيمة التي تعكف مؤسسات الحرب والدفاع والعسكرية على نطاق العالم على توثيقها كنموذج باهر ومبهر في البسالة والجسارة والشجاعة وحسن التخطيط تفرد بها الجيش السوداني الذي قال عنه سفهاء قحت/ تقدم في تلك الأيام النحسات (معليش معليش ما عندنا جيش)، مقولة أطلقوها وصدقوها، وقال عنه قائد الميليشيا الهالك في يوم من أيام سطوته واستكباره أن الجيش ضعيف، (وما عندو حاجة)..
هذا الجيش (الماعندو حاجة) هو الذي استطاع ليس الصمود فقط في وجه قوى إقليمية ودولية كبرى ظلت داعمة لميليشيا آل دقلو بكل شيء ما عدا الدافع المعنوي، وإنما قهر هذه القوى جميعها، في كل جبهات المواجهة العسكرية والدبلوماسية، حتى أجبر الكفيل على التهافت على وساطة اختار لها تركيا، يلح على انفاذها وتتثاقل خطى السودان عنها، لم يرفضها جملة ولم يقبلها صراحة وإن كان إلى الإعراض عنها أقرب..
أنى لجيش انتقل ببراعة نادرة من حالة الدفاع طيلة الأشهر الست الأولى إلى حالة الهجوم أن يتراجع، وهو الآن ينتقل بسلاسة وثبات إلى حالة السيطرة والهيمنة التامة على الميدان ولا تفصله عن تحقيق النصر إلا توجيه الضربة القاضية..
إن مرتزقة أثيوبيا سيكونون لقمة سائغة لفرسان الجيش وصيداَ سهلاَ لنيرانهم ليلحقوا بمن سبقهم إلى باطن الأرض أو في بطون الجوارح الخماص..
إن أبوظبي تدفع..
وأديس أبابا تجند..
والخرطوم تجغم..
خاطرة عادل عسوم
انسربت ساعات الليل الطويل، وإذا بالكون في مخاض، إنه مخاض فجر جديد، وإذا بشبح الشمس تتلصص م…