صفوة القول ود البرير الكردفاني عنوان (الوفاء ) و (الرجالة) الذي لا يعرفه الجاحدون ..!! بابكر يحيى

عندما أذن مؤذن الجهاد أن (حي على الجهاد ) كان عبدالغني ودالبرير الكردفاني في مقدمة الملبين للنداء – حمل سلاحه على كتفه وأعلن على الملأ أنه يجاهد في سبيل الله مع الجيش وأنه ضد مليشيا آل دقلو الباغية .. في ذلك الوقت كانت غالبية مقرات الجيش محاصرة وبعضها استلمه الجنجويد ؛ وكان القحاته الإطاريون يحتفلون بالنصر وينتظرون فقط استسلام الجيش ليستلموا مقاليد السلطة في بلادنا ..!!
في ذلك الوقت بلغت القلوب الحناجر وظن الناس أن المليشيا منتصرة لا محال ؛ كانت وكأنها جراد منتشر تملأ الطرقات والمباني وتسير بسرعة الرياح لتصل كل مكان و كادت أن تبتلع كل السودان – في ذلك الوقت المكفهر بؤسا وشقاء خرج ودالبرير معلنا عن نفسه للملأ مقاتلا مساندا للقوات المسلحة وأنه في مقدمة ركبها فكان من البدريين مع الشهداء مكاوي والشهيد محمد علي شاعر القوات المسلحة ..!!
خرج ودالبربر وهو شاعر معروف ولم يكتف بالشعر بل كان يجاهد بالسلاح يدخل التخوم ليجتاز بيوت الأفاعي .. وقتها كان شعراء ( الخيبة والجبن والمسحله ) يقولون كلاما رماديا لا لون له ولا قيمة ؛ بعضهم كان يتحدث عن السلام وبعضهم يتحدث عن الحياد وبعضهم انضم للمليشيا – أملا في النجاة وكان أول من واجه هؤلاء هو ود البرير يتحدث للناس ويبث الطمأنينة في نفوس الشعب السوداني ويبشرهم بالنصر ويشعرهم بأن المليشيا إلى زوال .. !!
بعض مشاهير المجتمع من الفنانين والشعراء أغلقوا صفحاتهم على وسائل التواصل الإجتماعي على الرغم من أنهم هاجروا خارج أرض المعركة لكنهم ومع ذلك لم يستطيعوا أن ينطقوا حقا لكن هناك قليلون كانوا في المقدمة وفي مقدمة المقدمة عبدالغني ودالبرير الكردفاني ..!!
في هذه الأيام هب بعض المتعاونين وبعض الذين كانوا يعيشون في كنف المليشيا هب هؤلاء لانتقاد ود البرير لأنه قال لهم هبوا إلى نصرة بلدكم ؛ لأنه قال لهم انفروا خفافا وثقالا ؛ لأنه قال لهم قو أنفسكم وأهليكم ؛ فقد برزوا إليه يحملون حقدا وكراهية ويسألون أين الجيش ليحمينا ؟ وأنا هنا أجيبهم على هذا السؤال (الجيش الذي كان ينبغي أن يحميكم هو المليشيا نفسها فقد تمردت وخانت العهد ونكصت القسم الذي أدّته ودنست شرف الوطن – وهي فصيل كبير من مشاة الجيش الوطني تمرد عليه وحاول الانقلاب ثم فشل ثم أعلنها حربا عامة ) !! هل فهمتم التوصيف الصحيح ؟ فماذا أنتم فاعلون ؟ ولماذا يغضبكم حديث ودالبربر ودعوته للاستنفار ؟!
بلادنا تعاني من أزمة كبيرة في إنسانها – لدينا انسان جاحد متنكر وممقوت وحاقد ولا يعرف قيمة الوفاء فدوما تجدهم يتنكرون لكل من يخدمهم ويحبون من يهينهم .. دوما تجدهم يكرهون من يخلص في خدمتهم ولا يوفون له ويهرولون نحو المتكبر الفاسد .. لدينا يا سادة أزمة مشاعر كبيرة تحتاج إلى إصلاح قبل أن نصلح شأننا السياسي والعسكري ..!!
*صفوة القول*
ودالبرير من البدريين ومن أبطال معركة الكرامة الأوائل ؛ وهو عنوان مشرف لكردفان ولكل السودان ومن يستهدفه فهو جنجويدي أو قحاتي ملعون .. أزمة بلادنا هي في الوفاء .. تذكروا أن الجحود سببا في غضب الله وسببا في الشقاء وهو أسوأ درجات الظلم وبسبب الجحود والحسد أذاق الله بلادنا لباس الجوع والخوف والتشرد وما يزال العقاب مستمرا حتى تنصلح النفوس ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
معز أبو الزين _ يكتب (الطابور الخامس ) _ السودان بين منعطفات الخارج الطامع وتعرجات الداخل المهتز
لعل ثغرات الداخل المتفكك أكثر خطورة على السودان من الخارج المتماسك ضده فالهزيمة والإنهيار …