‫الرئيسية‬ مقالات التوهان حين يُستغل الإنسان ويُقاد في الظلام  د/ أسامة العمري يكتب
مقالات - ‫‫‫‏‫ساعتين مضت‬

التوهان حين يُستغل الإنسان ويُقاد في الظلام  د/ أسامة العمري يكتب

في زمن التيه والتوهان، تصبح الحقيقة ضحية، ويصبح الإنسان أداة للاستغلال، يُقاد كالقطيع دون أن يعلم من يقوده، ولا إلى أين.

 

لقد مرّ شعبنا، وتمرّ معه شعوب كثيرة، بحلقات متواصلة من الخداع المنظّم، حيث تُبنى الأكاذيب وتُسوّق كحقائق، وتُعطى أقنعة من الوطنية، أو الدين، أو حتى العقلانية، بينما هي في جوهرها مشاريع استغلال واحتقار للإنسان.

 

الخداع من أجل الاستغلال

 

الخداع لم يعد لحظيًّا أو عاطفيًّا، بل أصبح صناعة… تُدار من غرف مغلقة وشاشات مفتوحة، تتلاعب بالمشاعر والعقول.

خُدعت جماهير كثيرة بوعود كاذبة، وشعارات براقة، وصراعات مُختلقة، والهدف كان دومًا: نهب خيرات الشعوب، وإدامة سلطات الطغاة، وتكبيل وعي الناس.

الجهل العميق والمكابرة على الحقيقة

المشكلة ليست في الجهل وحده، بل في الجهل المركّب… ذاك الذي لا يكتفي بعدم المعرفة، بل يُنكر الحقيقة حين تُعرض عليه، ويُكابر، ويهاجم من يحاول إنقاذه.

نرى اليوم كثيرين يكررون الأكاذيب التي زُرعت فيهم دون أن يدركوا، يدافعون عن جلاديهم، ويُعادون من يريد لهم النجاة.

وهذا ليس ذنبهم وحدهم، بل ذنب منظومات التعليم والإعلام والقيادة التي عمّقت هذا الجهل، لا عن ضعف، بل عن قصد وخبث.

 

فرعون العصر: “ما أريكم إلا ما أرى”

 

قالها فرعون ذات يوم، وكرّرها آلاف الطغاة من بعده…

“أنا وحدي من يفهم، أنا من يقرّر، وما دوني باطل أو عدوّ”.

وهكذا رُسمت مسارات مصير شعوب بأيدي طغاة، لا يملكون لا البصيرة ولا الرحمة.

تضليلٌ يوجّه الناس كما يشاء المستبد، يفتعل لهم عدوًّا، ثم يبيعهم الأمان الزائف، بينما يسلبهم كرامتهم وإنسانيتهم وثرواتهم.

 

آن الأوان للتغيير

 

كفى خداعًا… كفى غرقًا في الوهم… كفى صمتًا على استغلال الإنسان واستحمار العقول.

لقد آن الأوان لأن ينهض كل صاحب ضمير، وكل من بقي فيه نور، ويقول: لا.

لا لمن يستغلنا، لا لمن يضللنا، لا لمن يريدنا أن نبقى قطيعًا ضائعًا في صحراء التيه.

إن التغيير لا يبدأ من الخارج، بل من داخلنا… من وعينا… من كسر القيود الداخلية التي زرعوها في عقولنا.

فلنبدأ معًا رحلة الخروج من التوهان.

‫شاهد أيضًا‬

معز أبو الزين _ يكتب  (الطابور الخامس ) _ السودان بين منعطفات الخارج الطامع وتعرجات الداخل المهتز

لعل ثغرات الداخل المتفكك أكثر خطورة على السودان من الخارج المتماسك ضده فالهزيمة والإنهيار …