‫الرئيسية‬ مقالات نقطة إرتكاز د.جادالله فضل المولي يكتب : جبر الخواطر طوق نجاة الوطن
مقالات - ‫‫‫‏‫4 أسابيع مضت‬

نقطة إرتكاز د.جادالله فضل المولي يكتب : جبر الخواطر طوق نجاة الوطن

وسط مشهد تتقاطع فيه المآسي بالحرب، والتفكك بالحاجة، والانقسام بالأمل، يبرز مبدأ إنساني أصيل قادر على أن يُعيد ما تهدّم من وجدان الشعب إنه جبر الخواطر ، ذاك الفعل الخفي الذي اختص الله به من عباده من يسير بين الناس نافعاً، مُواسياً، مُداوياً لما لم تصل إليه الأطقم الطبية ولا الخطابات السياسية.

جبر الخواطر فعلٌ لا يُعلَّم، بل يُلهم. من سار بين الناس جابراً للخواطر، أدركته عناية الله وهو في جوف المخاطر. واليوم، ما أشد المخاطر التي يعيشها السودانيون، وما أخلص الحاجة إلى من يواسي ويحنو ويعيد ترميم الأرواح المنكسرة.في صفوف النازحين، حيث الصمت أبلغ من الشكوى.في شوارع فقدت ضحكة الأطفال، وضوء الكهرباء. في البيوت التي لم تبق فيها إلا الذكرى والخوف.

في هذا المنعطف التاريخي، لا يكفي أن يُترك جبر الخواطر للنواياالطيبة وحدها بل يجب أن يتحول إلى نهج وطني تتبنّاه الحكومة،والمجتمع،والإعلام والرموز الشعبية.عبر حملات تطمينية داخل مناطق النزوح والدمارعبرإصلاح الخطاب السياسي والإعلامي ليحترم الوجع قبل الإنجاز.عبر استعادة التعليم، والصحة، والخدمات كرسائل احترام للمواطنين.

السوداني اليوم لا ينتظر معجزة، بل ينتظر مسؤولاً يحترمه، ومؤسسة تعامله كإنسان، وشارعاً يشعر فيه بالطمأنينة. جبر خواطر السودانيين ليس ترفاًأخلاقياً بل هو أساس بناء وطني مستدام. جبر خاطر النازح بالاعتراف بمأساته وحقه في العودة الآمنة. جبر خاطر المقاتل بصون كرامته واحترام تضحيته. جبر خاطر الطفل بالمدرسةوالمريض بالدواء، والشيخ بالأمان.

في وطن يسير على شفير الفقد، جبر الخواطر هو أكثر ما يحتاجه الشعب السوداني اليوم. إنه مفتاح التهدئة، وجسر العودة، ومقدمة المصالحة الوطنية. فليكن في كل سياسة شيء من الحنية، وفي كل مسؤولية شيء من الإنسانية، وفي كل قرار صوتٌ يسأل هل جبرنا خواطر من تألموا؟. حفظ الله السودان وشعبه.
meehad74@gmail.com

‫شاهد أيضًا‬

وجه الحقيقة إبراهيم شقلاوي حكومة الأمل.. كتاب لم يقرأه السودانيون

في مشهد سياسي ما زال عالقًا في ذاكرة السودانيين، قدّم الدكتور كامل إدريس نفسه، عقب أدائه ا…