‫الرئيسية‬ مقالات نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب :كيف يُغفر لمن باعوا الوطن وسفكوا دمه؟
مقالات - ‫‫‫‏‫4 أسابيع مضت‬

نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب :كيف يُغفر لمن باعوا الوطن وسفكوا دمه؟

في وطنٍ مثقلٍ بالدموع والجراح، يعلو صوت الحناجر بسؤالٍ صارخ لا يعرف المجاملةكيف يُغفر لمن باعوا الوطن وسفكوا دمه؟.هل تُمحى خيانتهم بصفقة سياسية؟ أم تُطوَى جرائمهم تحت عباءة المصالحة الوطنية؟.هل يُغضبنا صوت العدالة حين يُطالب بالمحاسبة، أم نخشى أن تُفضح الذاكرة أمام التاريخ؟.

 

المصالحة الوطنية في جوهرها لاتُعني النسيان او فتح أبواب الحكم لمن تلطخت أيديهم بالفساد والانتهاك وظلموا العباد، بل تعني مواجهةالماضي بشجاعة، والاعتراف بالدماء التي سُفكت، والأرواح التي خُنقت بالرصاص والكراهية.

 

أن يعود من سرقوا حلم الوطن إلى الصفوف الأمامية دون محاسبة، هو طعن في العدالة، واغتيالٌ ثاني لضحايا لم يُدفنوا بعد في وجدان الأمة.

 

فهل نُراهن على ذاكرة قصيرة؟.قد يعتقد البعض أن الشعب ينسى، وأن الزمن كفيلٌ بطمس جرائم القتلة، لكن الجرح السوداني عميقٌ لا يُرمم بالتنازلات.من سرق المال العام، رمل النساء، يتم الأطفال ، أهان الشرف الوطني، لا يعود بحُلة جديدة وكلمات منمّقة ليطالب بثقة شعبٍ خان أمانته.

 

ما يُسمى بإعادة الإدماج السياسي لبعض رموز النكبة الوطنية لا يُعد مصالحة، بل إعادة تدوير أزمة لم تُحل ،بل أُخفيت خلف ستار المحاصصة والمجاملات.الشعب لا ينتظر ديكورات سياسية ، بل موقفاً واضحاً هل تُغفر الجرائم بلا اعتراف؟.هل يُنسى الوجع بلا عدالة؟.هل يُبنى وطنٌ بتجاهل الحقيقة؟.

 

من يريد المصالحة، فليبدأ بالإعتراف، ثم المحاسبة، ثم الإنصاف.أما من يعود دون المرور عبر بوابة العدالة، فهو لا يحمل وطناً في قلبه، بل يبحث عن مقعدٍ جديد في مسرح السلطة.ولأن الوطن لا يُباع، فإن دمه لا يُغفر لمن خانوه. حفظ الله السودان وشعبه. meehad74@gmail.com

‫شاهد أيضًا‬

وجه الحقيقة إبراهيم شقلاوي حكومة الأمل.. كتاب لم يقرأه السودانيون

في مشهد سياسي ما زال عالقًا في ذاكرة السودانيين، قدّم الدكتور كامل إدريس نفسه، عقب أدائه ا…