‫الرئيسية‬ مقالات نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي يكتب: هل يملك الشعب شجاعة التغيير بعد سبعين عاماً من الاستقلال؟
مقالات - ‫‫‫‏‫6 أيام مضت‬

نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي يكتب: هل يملك الشعب شجاعة التغيير بعد سبعين عاماً من الاستقلال؟

منذ أن أُعلن استقلال السودان عام ١٩٥٦م، لم يفتر حُلم المواطن السوداني في النهوض بوطنه، لكنه ظل معلقاً بين عثرات السياسة والانقلابات العسكرية، ومشاريع تنموية ناقصة أو مشوهة. وعلى مدار عقود، ظل السؤال المؤجل يُطرح بحذر أو يُهمس في الخفاءهل يكمن الخلل في الحكومات المتعاقبة،أم أن جذور الأزمة أعمق وتمتد إلى طريقة تفكيرنا كشعب؟ وهل يمكن أن تتحول هذه المعاناة إلى طاقة نهضوية حقيقية؟

 

عوامل متعددة تعكس تعقيدات الواقع السوداني، أهمهاغياب المشروع الوطني الجامع.التعدد الثقافي والعرقي والديني ظل يُعامل كأزمة بدلاً من أن يكون ثراءً وطنياً، ما فتح أبواب التهميش والانقسامات الأهلية. الشعب السوداني عاطفي، تنتفض الجماهير سريعاً، وتصفق سريعاً، وتغفر دون مراجعة، ما تسبب في تكرار سيناريوهات الفشل نفسها مراراً وتكراراً. ظل المواطن يعوّل على أسماء لا تُنتج تغييراً حقيقياً، فيغرق من جديدفي دورة الإحباط هناك أزمة ثقة في النخب. المنابر الإعلامية ركّزت على الخطاب الموجَّه والتعبئة العاطفية، بدلاً من ترسيخ ثقافة الوعي والنقد.

 

في خضم كل هذا، وذاك هناك فرص حقيقية للنهوض، إن توفرت الإرادة.وضع رؤية وطنية تحتضن جميع المكونات دون تمييز، وتكفل الحقوق بالتساوي.جعل التعليم قضية أمن قومي لا ملفاً وزارياً، وتشجيع الإعلام المستقل على تأدية دور تنويري لا تعبوي.دعم المبادرات الشعبية، وتمكين الجمعيات غير الحزبية لتكون صوتاً للناس لا واجهةسياسية نبذ الزعامات الشخصية.

 

السودان يحتاج إلى مؤسسات تقود، لا أفراد يُصفق لهم؛ وإلى عمل جماعي لا خطابات فردية.إن الشعب السوداني لا تنقصه الطاقات ولا المواهب، بل يحتاج إلى تحرير إرادته من دوائر التكرار وشجاعةالاعتراف بالأخطاء،وبناء مستقبلٍ لا يتكئ على الماضي كذريعة، بل يستثمره كدرس. النهضة ليست وعداً يقدمه أحد، بل خيار جماعي ينبع من الناس أنفسهم.

 

لن ننهض إذا اكتفينا بتبديل الوجوه، وإلا إذا تعاملنا مع الأزمة كقدر لا يُرد.النهوض يبدأ من اختيارنا اليوم من طريقة تفكيرنا من مسؤوليتناتجاه وطننا وأجيالنا فلنكن نحن من يكتب الصفحة القادمة من تاريخ السودان، لا أن يكتبها الآخرون نيابة عنا. حفظ الله السودان وشعبهمن كل فتنة ومن كل طامع في أرضه وكرامته.

 

meehad74@gmail.com

‫شاهد أيضًا‬

حديث الساعة بقلم: إلهام سالم منصور الدرعة والبرؤون يهزمون السرطان

بقوة الدرعة، وبصلابة البرؤون، وبإيمان راسخ لا يتزعزع، انتصرت — بفضل الله — في واحدة من أعظ…