‫الرئيسية‬ مقالات حسن النخلي يكتب التحليق وسط الزحام _ الجيش السوداني الأصالة والتأريخ
مقالات - ‫‫‫‏‫6 ساعات مضت‬

حسن النخلي يكتب التحليق وسط الزحام _ الجيش السوداني الأصالة والتأريخ

قد سطر الجيش السوداني اسمه في سجلات الجيوش العظيمة بإدارته لمعركة الكرامة والخطط التي أدهشت كل قادة جيوش العالم، وكانت محل إعجاب من العدو قبل الصديق. وعكس جرنالات الجيش الحاليين الخبرات العريقة للجيش السوداني، وأعادت تلك الانتصارات إلى الأذهان انتصارات وبطولات قوات دفاع السودان إبان فترتي الاستعمار (العثماني – البريطاني).

شاركت تلك القوات، والتي أصبحت نواة للجيش السوداني، في حملات عسكرية خلال الحربين العالميتين. في الحرب العالمية الأولى، شاركت مع السلطنة العثمانية في حرب القرم، ومع إنجلترا وفرنسا في المكسيك. وأيضًا نجحت في إفشال عملية إنزال مظلي للألمان بالصحراء الغربية. وشاركت أيضًا خلال الحرب العالمية الثانية في حملة شرق أفريقيا ضد الإيطاليين في إريتريا وإثيوبيا، وأوقفت تقدمهم نحو الشرق (كسلا والقلابات). كما تفوقت عليهم في واحات الكفرة وجالو، وأوقفت الجنرال روميل (ثعلب الصحراء).

كما شاركت قوات دفاع السودان في عمليات استخباراتية مشتركة مع المخابرات البريطانية. كل تلك المشاركات والتضحيات لم تكن ارتزاقًا أو عمالة، إنما كانت فداء ومهرًا لاستقلال السودان. لينال بعد ذلك الجيش السوداني جزاء سنمار، ويأتي هؤلاء الشرزمة العملاء وتتعالى الأصوات القبيحة الصدئة (الجيش للسكنات).

مع العلم أن السودان هو الدولة الأفريقية الوحيدة جنوب الصحراء التي خرجت من فترة الاستعمار بمؤسسة عسكرية تمتلك سمات الجيش الوطني المستقل. وما ذكرناه غيض من فيض من تضحيات الجيش السوداني وتاريخه العريض الناصع المبرأ عن كل عمالة أو تدنيس.

وما فتئ الجيش يعمل بكل صمت وتجرد، بينما الأطراف الأخرى تسعى لسدة الحكم على حساب الركن الركين للدولة السودانية، ضاربة بذلك أبشع أنواع الخيانة والتمرد على الوطن. ومن سابعة الاثافي أن ينسب الفضل لغير أهله، وهذا ما أوردنا المهالك وأيم الله.

ومن هذا التاريخ العريض الذي انطلق منه جنرالات الجيش السوداني، فإننا ندعوهم بنفس القوة والحكمة التي دحروا بها التمرد أن يصنعوا السلام. فلا ناصية للأمر إلا عندكم، فقد فوضكم الشعب في المنشط والمكره، فأصنعوا لهذه الأمة مجدًا، فليس ذلك على المؤسسة العسكرية بجديد.

التحية لجيشنا منذ فجر التاريخ، صانع المجد لهذه الأمة، شعب واحد جيش واحد حقيقية، فهم منا وفينا ونعم الرجال.
ودمتم سالمين ولوطني سلام.
السبت /2/8/2025

‫شاهد أيضًا‬

إسناد تستعرض تجربة الجزيرة في التعايش السلمي بعد الحرب

استضافت مبادرة إسناد لدعم السودانيين المتأثرين بالحرب، في منتداها الشهري، البروفيسور عبد ا…