حديث الساعة بقلم: إلهام سالم منصور الدرعة والبرؤون يهزمون السرطان

بقوة الدرعة، وبصلابة البرؤون، وبإيمان راسخ لا يتزعزع، انتصرت — بفضل الله — في واحدة من أعظم المعارك التي قد يخوضها الإنسان في حياته. لم تكن معركتي فقط مع مرض خبيث يُسمّى السرطان، بل كانت معركتين متوازيتين: مع المرض، ومع الحرب التي اشتعلت شرارتها الأولى في وطننا العزيز، فامتدت ألسنتها لتحرق أماننا وأجسادنا وأحلامنا.
حين ابتلاني الله، علمت يقينًا أن الابتلاء ليس نقمة، بل هو محبة من رب العالمين. ارتديت زي المحارب، وشحذت سلاحي بالإيمان، وقوة العزيمة، وثقة لا تهتز بأن الله هو الشافي، وهو القادر، وهو المعين. لم يسمح لي السرطان أن أعيش بهدوء، لكنه لم يتمكن أن يأخذ مني شبابي، ولا إرادتي، ولا فرحي بالحياة.
كانت كل لحظة انتصار يسطرها أبنائي من القوات المسلحة — أبطال الدرعة والبرؤون — على أرض المعركة، تمثل في داخلي ضربة موجعة للمرض في معركتي الخاصة. كل صمود لهم، كان دواءً لي. كل هزيمة للدعم السريع، كانت بشارة شفاء لروحي وجسدي.
قاتلت كما يقاتل الأبطال. لا استسلام، لا انحناء، لا تراجع. الإيمان بالقضاء والقدر، خيره وشره، كان درعي الأول. وها أنا اليوم أقف لأقول: نحن لا نُهزم إلا إذا انهارت عزيمتنا. والسرطان لا ينتصر على من يُحب الحياة ويؤمن بأن الله أكبر من كل شيء.
واليوم، كما تترنح آخر أنفاس التمرد، تترنح كذلك آخر خلايا السرطان في جسدي. هي تجربة كتبتها بالألم، وصنعتها بالأمل، وحفرتها بالصبر، وسأرويها للأجيال كي يعرفوا: أن القوي لا يُقهر، وأن الانتصار لا يُولد في النعيم، بل في المحنة.
وسأنتصر.. وتنتصر القوات المسلحة.. ويعود الوطن معافى كما أنا بإذن الله.
إسناد تستعرض تجربة الجزيرة في التعايش السلمي بعد الحرب
استضافت مبادرة إسناد لدعم السودانيين المتأثرين بالحرب، في منتداها الشهري، البروفيسور عبد ا…