‫الرئيسية‬ مقالات أصل_القضية | من سلسلة الجسر والمورد محمدأحمدأبوبكر–باحث بمركز الخبراءالعرب  السودان… من حرك نقطة التوازن؟ (١-٣)
مقالات - ‫‫‫‏‫7 ساعات مضت‬

أصل_القضية | من سلسلة الجسر والمورد محمدأحمدأبوبكر–باحث بمركز الخبراءالعرب  السودان… من حرك نقطة التوازن؟ (١-٣)

“في الجغرافيا تُحرِّك الخطوط ..وفي السياسة تُحرِّك النفوذ، لكن حين تُحرّك التوازن…فأنت تُعيد تشكيل الوطن من داخله!”

لم يكن السودان دولة عابرة في الجغرافيا، بل كان توازنًا متنقلا بين الهويات، ورمانة ميزان في إقليمٍ يتداعى على ذاته.

كان الوطن حينها يضع قدميه على حواف الرمال المتحركة، دون أن يغرق…

حتى جاء من حرك نقطة التوازن، لا ليُسقط الخرطوم، بل ليسحب البساط من تحت المعنى.

فمن حركها؟

وهل ما زال بالإمكان أن تُستعاد؟

وهل ما حدث صراع على السلطة، أم إعادة تموضع لمركز السودان نفسه؟

 

🔻 أولا: التوازن الأمني… حين تفككت وظيفة الحماية

لم يكن الخطر في الحرب ذاتها، بل في تآكل مفهوم الأمن الوطني، حين صار السلاح لغةَ السياسة، والمليشيا بديلاً عن الدولة.

▪️ أصبحت الخرطوم ميدانا مفتوحًا… لا عاصمة لسيادة مغلقة

▪️ تحوّل الأمن من وظيفة حمائية إلى أداة تفاوضية

▪️ وتغيّرت هوية الحامي… فلم يعد الوطن مرجعية القوة، بل القوة مرجعية للوطن!

 

هنا، لم يُهدَّم جهاز الدولة فقط… بل نُزعت القداسة عن المركز.

وحين يُمسّ المركز، لا يعود التوازن هشا فقط، بل مهددًا بالتمزق.

 

🔻 ثانيا: التوازن الاجتماعي… تفكيك النسيج بدل ترقيعه

السودان لم يكن يوما أمة موحدة بحكم القوة، بل متوازنة بحكم الرضا.

لكن هذا التوازن أُصيب في خاصرته حين:

▪️ تفجّرت الهويات الجزئية وأُشعلت بخطابات التعبئة

▪️ ضُربت الجسور بين المركز والأطراف

▪️ وتحوّلت الهُوية من مشروع مشترك… إلى انتماء خائف

لم تعد المدن مراكز نمو… بل جُزرا معزولة

ولم يعد النازح رقما… بل سؤالا وجوديا عن هوية هذا الوطن.

وهنا لم نعد أمام “خلل اجتماعي”، بل أمام تحلُّل في المخيلة الوطنية، يصعب رتق نسيجه دون مشروع ثقافي جامع.

 

🔻 ثالثا: التوازن الاقتصادي… المورد حين ينقلب على الدولة

 

السودان غني إلى الحدّ الذي يجعله مطمعا، لكنه فقير إلى الحدّ الذي يجعله عاجزًا عن حماية غناه.

ذلك لأن:

▪️ الذهب صار سلعة مسلّحة

▪️ والمورد صار مرتهنًا للصراع لا للبناء

▪️ والنموذج الاقتصادي لم يكن إنتاجيًا… بل ريعيًا مليشياويا

 

وهنا تحديدا، انقلب المورد على الدولة، فلم يعد سببا للبقاء، بل دافعا للتمزيق.

أصبح السودان يتآكل من جوفه…

حين غاب الاقتصاد السيادي، وانهارت فكرة التوزيع العادل، وانفجرت الخريطة بين من يملك، ومن يُهجر!

🔻 رابعا: تحوّلات الصراع… والزلزال الديموغرافي

ما يحدث في السودان ليس مجرد نزوح داخلي… بل هجرة من الوطن نحو اللانتماء.

▪️ ملايين يتناثرون في الداخل بلا مظلة

▪️ مدن تُفرغ من سكانها وتُملأ بالبندقية

▪️ وأجيال كاملة تُولد في الفراغ وتُربى على الخوف

إنها ضربة قاضية للتوازن الديموغرافي،

والأخطر: أنها تُعيد تشكيل التركيبة السكانية بناءً على منطق السلاح لا منطق التعايش.

والدولة التي تفقد شكلها السكاني، تفقد كل إمكانات العودة.

 

🔻 خامسا: التوازن الوطني… تحت مرآة التنافس الدولي على المورد

 

ليست المعركة داخلية فحسب…

فالسودان جزء من لوحة صراع عالمي، تتقاطع فيها المصالح كما تتقاطع الأنابيب:

 

▪️ قوى دولية تريد السودان منطقة عبور لا مركز قرار

▪️ شركات وتكتلات ترى الذهب واليورانيوم لا الإنسان

▪️ وسفراء الظل يكتبون سيناريوهات التوازن بمداد من المرتزقة

هنا يتضح:

أن نقطة التوازن لم تتحرك فقط من الداخل، بل جُرّت نحو الخارج،

واختُطفت من السيادة، ورُهنت في بورصة المصالح الإقليمية والدولية.

 

✴️ رؤية الجسر والمورد:

 

> “السودان ليس مجرد حدود… بل فكرة متحركة،

فإن سقطت نقطة توازنه، لا يسقط وحده… بل يسقط الإقليم من حوله.

وإن فُقد المورد، لا يُستعاد بالمعونة… بل بإرادة تصنع الجسر من الداخل، لا من العواصم.”

 

🔹 في انتظار الإجابة… هل نستعيد أم يُعاد تشكيلنا؟

 

📌 أصل القضية،،، من حرّك نقطة التوازن؟

ربما الإجابة مركّبة:

دول… ميليشيات… نُخب… أو ربما نحن جميعًا حين قررنا أن نعيش في وطنٍ لا ندافع عنه.

 

لكن السؤال الأهم الآن:

هل نستطيع أن نعيد التوازن قبل أن يُعاد تشكيلنا؟

هذا ما يجب أن نجاوب عليه لا بالشعارات… بل بالمشروع.

‫شاهد أيضًا‬

إسناد تستعرض تجربة الجزيرة في التعايش السلمي بعد الحرب

استضافت مبادرة إسناد لدعم السودانيين المتأثرين بالحرب، في منتداها الشهري، البروفيسور عبد ا…