‫الرئيسية‬ مقالات نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب: السودان لا يُركع
مقالات - ‫‫‫‏‫7 ساعات مضت‬

نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب: السودان لا يُركع

وسط ركام الخراب والمآسي التي أصابت السودان، تظل حقيقة واحدة عصية على الانكسار السودان لا يُركع. فرغم الحرب، التدخلات، المؤامرات الإقليمية والداخلية، ومشاريع الهيمنة العابرة للحدود، لم يخضع الشعب السوداني، ولم تتوقف القوات المسلحة عن أداء واجبها، ولم تنحنِ البلاد رغم تعقيدات الواقع. لقد أثبت السودانيون أن الكرامة الوطنية ليست شعاراً بل فعلاً، وأن السيادة ليست ورقة تفاوض، بل عقيدة تُحمى بالدم.

 

من الدعم العسكري للمليشيا عبر مطارات مغلقة، إلى محاولات سياسية لإعادة تشكيل السلطة، تحوّل السودان إلى ساحة اختبار لمشاريع دولية لا ترى فيه سوى موارد وموقع استراتيجي.حكومة أبوظبي كانت في قلب الاتهام بدعم ممنهج للمليشيا، حيث وثّقت تقارير محلية هبوط طائرات حكومة أبوظبي يومياً في مطار نيالا محمّلة بالذخائر والعتاد. حكومة أبوظبي تنهب موارد وخيرات السودان مقابل السلاح والدعم اللوجستي للمليشيا. تحركات الرباعية، وضغوط أمريكية غير متسقة، كلها تهدف إلى إضعاف القرار السوداني وتحويل البلاد إلى منطقة نفوذ.

 

بعض من أحزاب قوى الحرية والتغيير اندفع نحو الرباعية الدولية، بحثاً عن سلطة لا تعني شيئاً إن كانت على أجساد الضحايا. فقد غاب المشروع الوطني الجامع، وحضرت الأنانية الحزبية، مما زاد من هشاشة الداخل وأضعف الجبهة المدنية. لكن هذه الأخطاء لا تُعفي الشعب من مواصلة الضغط لإعادة التوازن السياسي على أساس السيادة والشراكة لا التبعية.

 

تراجع الإعلام الوطني عن مواكبة المعركة، بينما تتغذى المليشيات على منصات خارجية تروّج لرؤاها. إذاً ماهو المطلوب من الاعلام الحكومي والموالي؟المطلوب اليوم ليس خطاباً مقاوماً، بل حملات منظمة في الداخل والخارج تفضح الدعم الأجنبي وتُعزز صورة السودان المقاوم.المعركة الرمزية لا تقل أهمية عن العسكرية، فالصراع على الرأي العام هو معركة شرعية وهوية.

 

كل محاولة لكسر إرادة السودان تُقابل بصمود شعبه.كل طائرة تأتي محملة بالسلاح تُواجه بندقية من أجل الأرض.كل ضغط دولي يُكسر تحت أقدام من يعرفون أن السودان لا يُقهر إلا إذا انقسم على نفسه.

 

السودان لا يُركع ليس عنواناً فقط بل حقيقة تاريخية تتجدد في كل حرب ، في كل أزمة ،وفي كل محاولة لوضع البلاد تحت وصاية أو احتلال ناعم .فمن طوابير النازحين إلى جبهات القتال، ومن أصوات المقاومة الإلكترونية إلى الأمهات في المخيمات، يتشكل تاريخٌ جديدٌ يقول للعالم سودان العزة لم ينكسر…ولن ينكسر.حفظ الله السودان وشعبه من كل فتنة ومن كل طامع في أرضه وكرامته. meehad74@gmail.com

‫شاهد أيضًا‬

إسناد تستعرض تجربة الجزيرة في التعايش السلمي بعد الحرب

استضافت مبادرة إسناد لدعم السودانيين المتأثرين بالحرب، في منتداها الشهري، البروفيسور عبد ا…