دكتور عبدالعظيم اكول يكتب الاستاذ عيسي السراج في الخالدين

احزنني خبر رحيل صديقي وزميلي ورفقة العمر الراحل المقيم الاستاذ المعلم والمربي والصحفي والاعلامي الكبير عبسي السراج الذي انتقل الي رحاب المولي عز وجل صباح يوم السبت الموافق ٢٦ يوليو ٢٠٢٥م بعد اصابته بمرض الملاريا التي لم تمهله طويلا..وتم مواراة جسده الطاهر بمقابر احمد شرفي والتي لطالما قابلته فيها وهو الذي يواظب علي حضور دفن المعارف والاحباب والاهل ومجتمع الفن والرياضة والتعليم..وقد تزاملت مع الراحل المقيم في صحيفة الوطن وكنا ثلاثة شخصي الضعيف والراحل عيسي السراج والصحفي الكبير عمر سيكا..ولقد جمعنا القدر ان اختارنا ابونا الراحل المقيم الصحفي الكبير سيد احمد خليفة للعمل معه في صحيفة الوطن التي كانت وطنا باهر الارجاء لثلاثتنا..عمر سيكا..الله يطراه بالخير من اروع وانظف واكرم الناس..وهو صحفي كبير جدا ..صحفي شامل ينحدر من اهلنا الجموعية وهو متميز في كافة انواع واشكال العمل الصحفي وان تخصص في فترة ما في صحافة الجريمة وهي جزء من تخصص الصحافة الاجتماعية لذلك ارتبط ايضا بالتحقيقات وعمل رئيسا للقسم السياسي في الكثير من الصحف وهو صحفي لماح جدا لذلك اختاره الصحفي الكبير والدينمو المحرك لصحيفة الدار الانسان المبدع الخلوق مبارك البلال للعمل معه في صحيفة الدار ..والراحل المقيم عيسي السراج معلم جليل كان من اعمدة مدارس الشعب بامدرمان وتخرج علي يديه الاف الطلاب وكان صحفيا بارزا..ومن ابرز الاعلاميين في الحي الذي ترعرع فيه حي ابوروف العريق..وكان دائم النشاط الرياضي وعمل في صحف رياضية متخصصة ايضا الي جانب عمله في صحيفة الوطن..كان ثلاثتنا وكان بيننا قواسم مشتركة لانفترق ابدا..ولاحظت ان الزميل عمر سيكا يحمل تقديرا كبيرا للراحل ولشخصي الضعيف ولما كان سيكا قياديا في الصحيفة..كان يقف معنا في كل المواقف الصعبة..اشهد الله ماوجدت صحفيا نقي السريرة مثل الراحل عيسي السراج وعمر سيكا ومبارك البلال ومختار دفع الله وعبد الباقي خالد عبيد واخرين لايتسع المجال لذكرهم وكلهم زملاء اعزاء وان تفرقت بيننا وبينهم السبل..كان عيسي لطيفا..جميلا..رقيق المشاعر..لم يحدث وطوال تاريخه الطويل ان اختلف مع احد الزملاء مثله والحبيب عمر سيكا..ولان الارواح تتالف فقد كنا رفقة انيقة استمرت لسنوات طويلة وامتدت الي يومنا هذا..وانا في مرضي وملازمتي للفراش..كان الراحل عيسي السراج يتواصل معي ويسال بلهفة عن احوالي الصحية..وحدثته ان قريبي عبد الماجد العمدة وكان صديقه المقرب..ذكرت له ان عبد الماجد توفي الي رحمة مولاه في حادث حركة اليم بالقرب من شندي..فبكي..حتي اشفقت عليه..وانقطع عني مؤخرا..الي ان نعاه الناعي..انه لفقد جلل والله..وان القلب يحزن وان العين تدمع ولكنا لانقول الا مايرضي الله تعالي..فكلنا الي الموت اقرب..
كل بن انثي وان طالت سلامته
يوما علي الة حدباء محمول
وهم السابقون ونحن اللاحقون باذن الله
وكما قال الامام الشافعي طيب الله ثراه..ان الموت هو الموعظة الكبري..واحسب ان رفيق الدرب الاستاذ الصحفي عمر سيكا يذكر تلك الايام النضيرة الخضراء الزاهية التي ترافقنا فيها مع الراحل المقيم سنين عددا بصحيفة الوطن وبعد ذلك في بعض الصحف الاجتماعية والرياضية المتخصصة..وحتي في دروب الحياة كنا نلتقي ونتواصل ثلاثتنا بصورة متصلة بعد ان صارت علاقتنا اسرية..واذكر ان الراحل المقيم وكنا نشارك في فعاليات بمختلف ارجاء العاصمة الي اوقات متأخرة من الليل..كان يقول لي ساعود معك للمنزل..وفي طريقنا بشارع البحر في ابوروف كان يوقفني امام فرن في نهاية طريق ابوروف عند تقاطع القماير..ويذهب في هدوء الي منزله الذي احتضنه حتي فارق هذه الفانية
رحم الله صديقنا الصحفي الكبير الراحل المقيم عيسي السراج وتقبله الله تعالي القبول الحسن مع الابرار والتعازي لقبيلة المعلمين ولسكان ابوروف ولاهل السودان جميعا وللزملاء من كل فج عميق وللزميل الثلاثي عمر سيكا..
انا لله وانا اليه راجعون
حديث الساعة بقلم: إلهام سالم منصور الدرعة والبرؤون يهزمون السرطان
بقوة الدرعة، وبصلابة البرؤون، وبإيمان راسخ لا يتزعزع، انتصرت — بفضل الله — في واحدة من أعظ…