حسن النخلي يكتب التحليق وسط الفاشر و الوطن الكبير

أيا تلك التخوم الواجمات
أيا ذاك الوجه الدميم
وھاتيك الليالي الحالكات
المفعمات بخطب الكروب
والموت القادم من كل فج عميق
ينشر الأجداث ينبش الضريح
والنساء ثكلي عاريات الأجساد
مثقلات بالجروح
والطفل ينكأ صدر أمھ
وما بالثدي شئ من حليب
والرجال تفرقوا
مابين أسير وجريح وشھيد
أيا تلك القدور الراسيات
أما قد ھزك ھذا النزوح
متي ترحل الأحزان عنا
أما آن الأوان أن نستريح
متي تتضح الرؤية
ونترك التشتت والتفرق
نلفظ عنا القول القبيح
وتستقيم الخطي
ويرحل الليل البھيم
وتخضر ھاتيك المروج
متي نسمو بھا روح
تعالج مرارات السنين
نداوي الجروح
ويسفر الصبح
عن أشواق وشجون
متي تعلو الأصوات
بالأھازيج والترانيم
وعذب اللحون
ويداعب الورد النسيم
ويرحل الشك والخوف
والحذر والظنون
الكل يتسأل
إلي أين يقود ذلك الطريق
أ إلي المنافي أم الي قدر محتوم
أم إلي حيث لا يعلمون
إلي متي تشتاق السقيا
سرابات الحقول
وتفتقد طھر الماء الأديم
إلي متي ندب حظنا
ونظل نفقد كل يوم
حبيبا أو عزيزا أو صديق
إلي متي الترحال وإلي أين
والكون أضحي الحريق
متي تلامس الحقيقة صدق المقال
وتعود الطيور التي ھجرت الروابي
وينبت الصخر تيجان الزھور
أيھا الوادي وتلك المدائن
كيف غدوت بعد ماعز الرحيل
ھل أطل من شرفاتك وجھ الحسان
أم وجھ ذلك العربيد الدخيل
وكيف حال المآذن بعدنا
والشوارع والبيوت
بعد ماھجرھا الصوت الحنين
باتت واجمة الأبواب
والجدران خيط العنكبوت
أيھا الوادي أتراك أشتقتنا
كما أشتاقك القلب
كل فجر وعند الغروب
أما أشتقت لجلبة الرعاء
عند الغدير
والخيل فيك صھيل
وللديك فيك صياح
كل صباح وعند الأصيل
ولنباح الكلاب وسمر الأحباب
عند الكثيب
ولمواء القطط
ولتثاؤب الطفل اللعوب
والنساء في أحضانك
كل كف بالحناء لا بالدماء خضيب
وھن يعددن الطعام كسرة
يتبادلن النظرات خلسة
يتجاذبن أطراف الحديث
أما أشتقت أيھا الوادي
لصوت الحادي
ولرائحة الروث
تملأ الأرجاء أندي الطيوب
أيھا الوادي وتلك المدائن
وذاك الروض الخصيب
وھاتيك الحقول
لنا موعد معك
قد بات زمانھ قريب ولن يطول..
جيش واحد وطن واحد شعب واحد
وحفظ الله البلاد والعباد.
ودمتم سالمين ولوطني سلام.
الثلاثاء/ 29/7/2025
حديث الساعة بقلم: إلهام سالم منصور الدرعة والبرؤون يهزمون السرطان
بقوة الدرعة، وبصلابة البرؤون، وبإيمان راسخ لا يتزعزع، انتصرت — بفضل الله — في واحدة من أعظ…