المحجة البيضاء د. طارق عبدالله حكومة (الجنجو سيس)

يجب الا تستهين الحكومة السودانية بالخطوة التي قامت بها مليشيات الدعم السريع وجناحها السياسي (تاسيس) باعلان حكومة موازية مع التاكيد على إنها خطوة (تافهة) وليس لديها اي تاثير بحسب استحالة إن تمارس تلك الحكومة نشاطها داخل السودان ولا تتعدى ان تكون حكومة اسفيرية تلاعب بها الحكومة السودانية في اي مفاوضات قادمة ولكن يجب الا نعتمد على ذلك الاحتمال وحده ونستبعد المؤامرة الكلية على السودان ويجب الا ننسى ان هناك دولا” دُمرت بتلفيق الاتهامات ..نعم قد لا تعترف الدول والمنظمات صراحة بتلك الحكومة ولكن هذا لايعني انها لن تظل مهددا” للوطن إذ تم استغلالها من جهات خارجية و علينا الا ننسى ان هناك نقابات قامت بذات الطريقة غير القانونية وتعاملت معها المنظمات والدول على انها جسم رسمي ظل يمارس نشاطه حتى الان مثالا” لذلك نقابة المحامين التي اعدت مشروع الاعلان السياسي الذي تمخض منه الاتفاق الاطاري سبب الحرب الحالية،يبقى انها كحكومة في يد اولئك الجهلة لا قيمة لها ولكن يجب الحذر من محاولة استغلال ذلك التكوين.
*الملاحظ إن ايٌا” من الدول لم تؤيد تكوين حكومة موازية بالسودان وبالمقابل ليست هناك دولة ولا منظمة اعلنت رفضها ماعدا مصر والجامعة العربية ما يؤكد ماصغته في المقدمة، فتلك الدول ستستخدمها ورقة ضغط على الحكومة السودانية، فإذا تعنت البرهان ورفض تنفيذ مطالبهم سوف ينتقلون للخطة (ب) وهي التمويه بالاعتراف بها، لذلك السعي للانتهاء من الحكومة الموازية في مهدها قبل ان تقوى بالتواصل مع الخارج ضرورية للحفاظ على الوطن وان ترفع القوات المسلحة والقوات المساندة لها في معركة الكرامة من فاعليتها في إدارة بقية الحرب بفك حصار الفاشر وتحرير بقية الولايات التي تسيطر عليها المليشيات ..نقول ذلك وندرك إن هناك استراتيجية يتبعها الجيش تهدف لتقليل الخسائر وان نتائج خطته ناجحة ولكن قد يدخل البطء الدولة في حسابات اخرى وتنتقل المعركة من عسكرية إلى سياسية وممارسة ضغوط للاعتراف بحكومة ال دقلو ..هذا الشئ ليس بعيدا” وان فكرة الحكومة الاسفيرية تقوم لهذه الغاية، فقطع الطريق يكون بإزالة المتمردين من السودان نهائيا”
*بغض النظر عن ذلك فإن إعلان حكومة (جنجو سيس) بالاسماء والمناصب التي اعلنت ستفقد ال دقلو المقاتلين وهذا واضح من حديث محمد الفاتح الشهير ب(ياجوج وماجوج) وغيره الآلاف غير (اللايفاتية) وان الوزراء المعينين سيجدون صعوبة في الوصول الى مكاتبهم ناهيك عن ممارسة نشاطهم بسبب وجود القادة الميدانين الذين يرون بانهم الاحق بذلك وسبق وان فشلت تشكيلاتهم السابقة تحت مسمى الإدارات المدنية فقد كانت الصلاحيات كلها في يد القادة العسكريين للمليشيا ويبقى إن النقاش حول نجاح او فشل حكومتهم محسوم لكن التخوف من ان يستفيد منها المتامرين على السودان دول ومنظمات
إسناد تستعرض تجربة الجزيرة في التعايش السلمي بعد الحرب
استضافت مبادرة إسناد لدعم السودانيين المتأثرين بالحرب، في منتداها الشهري، البروفيسور عبد ا…