حسن النخلي يكتب التحليق وسط الزحام: مولد الهدى والأسوة والاقتداء

• أبان مولده عن طيب عنصره

 يا طيب مبتدأ منه ومختتم.

نعم …

ولد الهدى فالكائنات ضياء

وفم الزمان تبسم وثناء.

نعم ..

ولد الهدى فاستنارت بصائر عمياء .

وعم الكون ضياء، فالشجر والدواب تعرفه والصخرة الصماء.

محمد سيد العرب والعجم

محمد خير الخلق كلهم

 فهو الرحمة المهداة للعالمين، بعث للناس كافة وأحيا الحنيفية السمحاء،داعيا لعبادة الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله و مساويًا بين الناس فلا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى. هكذا علمنا رسولنا الكريم محمد بن عبد الله عليه أفضل صلوات الله وأتم التسليم، النبي الذي خلقه موصوف وجمعه محفوف و لا ينطق عن الهوى.

وقد قال عنه ربه واصفا أخلاقه (وإنك لعلى خلق عظيم) القلم 《4》.

 وقد سئلت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن خلق النبي فقالت: (كان خلقه القرآن). ومما سبق فإن أخلاق النبي موصوفة محفوظة إلى قيام الساعة وباقية حجة على الناس.

قال تعالى مخاطبًا المسلمين (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا ) الأحزاب 《21》.

 فعليه فمن لم يتأس بالنبي الذي كان خلقه القرآن فقد خاب وانتفت عنه سعادة الدارين.

وعندما أمرنا الحق عز وجل وقال (وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون) آل عمران 《132》.

 إنما كان ذلك رحمة بنا، كيف لا وهو المبعوث رحمة للعالمين.

 وفي هذه الأيام تمر علينا ذكرى مولد الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم،وتلك أيام مباركات بھا كثير من النفحات فأرجو أن يكون الأحتفاء بذكري المولد النبوي الشريف إحياءً لسنة النبي بنشر قيم التسامح والمحبة وفرصة لتناسي الأحقاد والجراحات التي ألمت بھذة الأمة فإنما المؤمنون إخوة، فيجب على الناس عدم التنابز بالألقاب ولا التفاخر بالأنساب. فقد قال المعصوم المطهر سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه في وصف المسلم الحق كثير من الأحاديث فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحث علي حسن القول والعمل : (من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه).وقال تعالي في ذات الصدد

 (وھدوا إلي الطيب من القول وھدوا إلي صراط الحميد )الحج 《24》

وأيضًا (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده).

 وكذلك (المسلم ليس بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذئ).

 فهلا أستجبنا لله ورسوله إذا دعانا لما يحيينا.

سادتي الحب للنبي الحقيقي بإتباع هديه فهو خير الهدى وسنته.

 فإن المحب لمن يحب مطيع .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تركتم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين.وعليكم بالطاعة وإن كان عبدًا حبشيًا، عضوا عليها بالنواجذ، فإنما المؤمن كالجمل الأنف كلما قيد انقاد.)

 وقد كانت تلك وصيته لصحابته وامتھ من بعده صلى الله عليه وسلم فيما ترك حتى ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، وقالوا إنها لموعظة مودع يا رسول الله.

اللهم اجعلنا من المهتدين بهديه المستمسكين بشرعته، انفعنا بمحبته في الدارين، وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. و صل اللهم و سلم و زد و أنعم و بارك علي سيدنا و حبيبنا و شفيعنا و قرة أعيننا محمد صلي الله عليه و سلم تسليما كثيرا عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك و علي آله و صحبه أجمعين.

 حفظ معالله البلاد والعباد،

 وكل عام والسودان بخير،

ودمتم سالمين ولوطني سلام.

الأحد /3/8/2025