نقطة إرتكاز د.جادالله فضل المولي يكتب : نداء إلى حكومة أبوظبي: لا تختبروا صبر السودانيين

من قلب الخرطوم، من أرض النيل التي لا تعرف الانكسار، يخرج نداء واضح إلى أبوظبي لا تختبروا صبر السودانيين. فالشعب الذي قاوم الغزاة، وصنع حضاراته قبل أن تُولد دولتكم ودول كثيرة، لا يقبل الإهانة ولا يرضى بالوصاية. السودان ليس تابعاً،وليس هامشياً بل هو وطن عريق، له من التاريخ ما يكفي ليُعيد تعريف الكرامة، وله من الصبر ما يكفي ليُمهل، لكنه لا يُهمل.
الإمارات، التي بنت نهضتها على سواعد السودانيين، وعلى خبراتهم، وعلى عطائهم، مطالبة اليوم بأن تُراجع سياساتها تجاه السودان، لامن باب المجاملة بل من باب العدالة والاحترام فالعلاقات لا تُبنى على التسلط ولا تُدار بالعنجهيات، بل تُصان بالندية،وبالاعتراف المتبادل بالقيمة والكرامة.
السودان لا يطلب صدقة، ولا ينتظر منة،بل يُطالب بموقف يعكس حقيقة العلاقة التاريخية بين الشعبين، ويُعيد الاعتبار لدولة أفريقية عربية كانت وما زالت منارة للعلم، والثقافة، والمقاومة. وإذا كانت أبوظبي تظن أن المال يصنع الولاء، فإن السودان يُثبت كل يوم أن الكرامة لا تُشترى، وأن الشعوب الحرة لا تُباع.
النداء ليس تهديداً، لكنه تحذير من غضب شعب لا يُستهان به، ومن تاريخ لا يُمحى، ومن إرث لا يُكسر. السودانيون صبروا كثيراً، وتحملوا كثيراً،لكنهم لا يصبرون على الظلم ولا يسكتون على الإهانة، ولا يرضون أن يُعاملوا كأتباع في وطنهم أو خارجه. الرجوع الي الحق فضيلة وخيراً من التمادي في الباطل.
من الخرطوم إلى أبوظبي، الرسالة واضحةراجعوا أنفسكم، واحترموا السودان، فالأرض التي أنجبت ملوك كوش، لا تُهان، والشعب الذي نقش انتصاراته على الحجر، لا يُكسر. الصبر السوداني ليس ضعفاً، بل حكمة، لكنه إذا نفد، فإن التاريخ سيكتب فصلاً جديداً لا يُنسى.حفظ الله السودان وشعبه من كل فتنة ومن كل طامع في أرضه وكرامته.
حديث الكرامة كالوقي ..بشاعة المجازر تهز صمت المنابر الطيب قسم السيد
يبدو أن السودان قد احكم خطته لتعزيز مساره الدبلوماسي، بنهج فاعل ومؤثر،عبر المنابر الدولية …





