قبيس أحمد المصطفي مهند … مسبحة وإبتسامة وهالة من المحبة

من أقدارِ الله الرحيمة بالسودان أنه كل ماران عليه همُ و حزّن ، أو غشيهُ بغيٌ و عدوان ، قيض الله له من يبعث فيه الحياة ويُطهِر عنه الرجس .
فلمّا بغَت المليشيا
و عاثت فيه فساداً ، تجهرُ بالقتل وترتكب الآثام العِظام ، خاف الناس ظُلمها وأضطرب أمرهم ، حتي تنادي إخوة مهند الميامين .
تنادوا عندما عزّ النَصير وقلّ المُغيث وحين إتسعت دائرة المكر السيئ لتحيق بالسودان وأهله .
وسط هذه الزمرة برز إسم ( مهند إبراهيم فضل ) من عوالم أخري ، يملأ الآفاق ويشغل العالمين ، يضجُ صدره بالبشارات الكبيرة وتمتلئ نفسه بالطمأنينة واليقين .
تقدم الصفوف بوجهٍ بسام وطلةٍ وضيئة ، تقدمها غير وجل أو هياب منادياً في أصحابه أن هلموا لنذود عن أرضنا ونحمي عِرضنا ، لنحيا علي بينةٍ أو نموت دون ذلك شهداء ، فالتفوا حوله قائداً رمزاً فأجري الله علي أيديهم البطولات وحقق الانتصارات .
وساعة الخبر المجلجل بإستشهاده ، تفجّرت مشاعر الناس يُعزون بعضهم ويبكون فقدهم ، إنهمر فيضان المحبة وسيل الدعوات يُظللان روحه الطيبة بغمامةٍ من الودِ والإمتنان .
فموجة الحزن التي عمّت الناس بعد شهادته أظهرت قدراً مهولاً من المحبة والتبجيل ، وهي كذلك لأنها روح ُمن نفسه الذكية وذاته الملائكية .
في مجالس حكيِهم سيطر أُنْس الشهيد و سيرته علي حديثهم ، فراحوا يعدّدون مآثرة بقدرٍ بَيِّنٍ من الإمتنان ، إعترافاً بفضل صنيعه ، فهو مَن مات ليحيُوا هم ، وروي بدمه الأرض ليبقي وطنهم عزيزاً .
كيف نال مهند كل ذلك الرضا وكل تلك المحبة ، وكيف أحاطت به هذه الهالة العظيمة من التقدير والإحترام إن لم يكن فيه بعضُ من أثر الصالحين وأولياء الله ، فمن يصدُق الله يصدقه ومن أحبه الله يحبه عبادة ومن يهديه الله يجعل له نوراً، وقد كان نور مهند باهراً و ساطعاً .
إن مهند ورفاقة الأخيار من الشهداء هم إصطفاء الله وإختياره ، وقد مضوا إليه راغبين بعد أن تركوا آثارهم من خلفهِم أية ، فهم ليسوا مجرد أسماء عابرة بل مواقف باقية سُطرت بالدم لتُلقي علي قيادة هذا البلد عهداً ثقيلاً ماينبغي أن يُخان فإن العهد كان مسؤلا .
لأجل ذلك علي هذه القيادة أن تضع لتلك التضحيات ألف حساب فأولئك الأبطال لم يتركوا لها مساحة للمناورة و الردة أو أواسط الحلول ، بل إفترعوا لها طريقاً واحداً هو طريق النصر ونهاية القتلة المجرمين .
مهند وصحبِه رسموا ملامح السودان القادم بريِهم لأرضِه بدمائهم حتي فاضت نصراً وكرامة ، وهم ببطولاتِهم الجسورة تلك جذبوا اليهم الملايين من السودانيين الذين يرون فيما قاموا به أمراً فوق الخيال لذلك أحبوهم وعظّموهم .
طِبت وطابت روحك يامهند في جنة المأوي عند سدرة المنتهي ، فقد كنت قائداً ملهماً وعظيماً، وكنت روحاً إيمانية ماكان لها أن تعيش في الأرض بل ترتقي للمراقي العلية حيث الشهداء والصالحين .
طوبي لك وأنت تترك كل هذا الأثر النافع من خلفك ، طوبي لك وأنت تقود عمليات مسك الختام بنفسك لتصبح جواز سفرِك لأحسن الخواتيم ، فأنت عند ربك فرِح وفي حصن حصين بإذن الله العلي القدير .
شئ للوطن م.صلاح غريبة – مصر خارطة طريق للإعلام السوداني: ضرورة ملحة لاستعادة الوعي وبناء المستقبل
Ghariba2013@gmail.com تُشكل وسائل الإعلام مرآة الشعوب ولسانها الناطق، فهي القوة الناعمة ال…