حسن النخلي يكتب التحليق وسط الزحام – “المفتاح في الميناء “

لا يخفى على أحد ما يتميز به السودان عن كثير من دول العالم. فإذا تحدثنا عن الموقع الجغرافي والسواحل التي تمتد في شرق السودان في مساحة 670 كيلومترًا، وتتميز بالتنوع البيولوجي من مراسي وشعب مرجانية وغيرها، كما أن البحر الأحمر يطل على آسيا (السعودية، اليمن، وفلسطين) هذا من ناحية الشرق، بالإضافة للأردن. ومن الجانب الأفريقي، مصر، إريتريا، وجيبوتي من ناحية الغرب، وتلك سبعة كاملة. أما من ناحية غرب السودان، تشاد وأفريقيا الوسطى، ومن الجنوب دولة جنوب السودان، وفي الشرق غير دول الساحل، إثيوبيا. وفي الشمال الغربي ليبيا، وأيضًا تلك خمسة كاملة. ليصير السودان منفتحًا على 12 دولة، منها خمسة دول يصلنا بھا م ويفصلنا عنها البحر الأحمر الذي تميز بهاتين الصفتين.ودولتان لنا معھا حدود بحرية وبرية في آن واحد وھما مصر وأريتريا وتلك ميزة أخري فهل نحن مستثمرون تلك الميزات المتنوعة في خلق ممرات بحرية وتجهيز الموانئ والطرق البرية التي تربطنا بتلك الدول المجاورة التي لا تمتلك منفذًا بحريًا (موانئ)، وخاصة دول الجوار بغرب السودان، في شراكات ذكية مع أفريقيا الوسطى وتشاد وجنوب السودان؟ وبذلك نستطيع أن نخلق علاقات إستراتيجية مع تلك الدول من مبدأ المصالح المشتركة وتبادل المنافع، فنأمن الحدود ونتجنب كثيرًا من الصدامات ونقضي على حواضن التمرد ونمنح الأقليم الاستقرار.ومن المفارقات ھذة المنافذ والميزات التي اتحدث عنھا ھي نفس الطريق الذي يوفر الدعم اللوجستي لميليشيا آل دقلو فھلا قبلنا ظھر المجن ونستفيد بربط الإقليم الغربي بوسط السودان، مما يمكننا من إثراء الحركة التجارية وقيام المصانع للصناعات التحويلية وتعليب الفواكه والخضروات واللحوم والأسماك في بورتسودان . وبذلك نستطيع تشغيل الشباب في كافة التخصصات والمجلات علي كافة المستويات .
والسودان يزخر بمعدل نسبة عالية من الشباب المؤھل ، ويعتبر السودان دولة فتية (شابة). فهناك كثير من الدول، خاصة الأوروبيةمنھا ، تفتقر لشريحة الشباب، ولذلك عمدوا إلى فتح باب الهجرة إلى دولهم للإستفادة من طاقات الشباب وخاصة في أفريقيا . ونحن على النقيض في السودان، ليس لدينا استراتيجية واضحة في الاستثمار في الموارد البشرية، وكل الحكومات التي تعاقبت في حكم السودان تجاهلت تلك الشريحة المهمة، وهي رأس مال كل أمة واعية ومدركة لمآلات الأمور. ونتيجة لهذا الإهمال الذي نتج عنه خيبة أمل كبيرة ، عندھا تم إستقطاب الشباب في مشاريع وهمية وطموحات كنهھا السراب، وأستدرجت الآلة الإعلامية الممنھجة والموجھة نحو الشباب السوداني بحلم الثراء السريع وإطلاق حمالات بأسم( الإمارات تحب السودان) وكان السم في الدسم وتم انتشار المخدرات والجريمة وغيرها بين تلك الشريحة من الشباب فيما أسموھم ب( الثوار )، فصار الشباب طاقة سالبة وباتوا معول هدم لا بناء.بعد غسيل أدمغتھم وممارسة الإستلاب الفكري عليھم حتي أستعدوا الدين والوطن .
أيها السادة، إن حل مشكلة ھؤلاء الشباب ليس في الحوار أو الإقناع فقط ، ولا الإقصاء، إنما الحل في إيجاد أطروحات تشغيلة لهذه الطاقات المهدرة.وسن قانونين تحمي الشباب وتسمح لھم بالمشاركة في السلطة( برلمان الشباب )لا من باب التفضل ولكن ذلك حق أصيل لكل شباب السودان المخطئ منھم والمصيب والقانون ھو الفيصل بين الجميع فبناء الدولة يبدأ من بناء الإنسان، والشباب هم بناة هذة الأمة، وإن ضل بعضهم الطريق، فما زال الباب مفتوحًا لتصحيح المسار ، وليخضع الجميع للدستور والقانون بلا مزايدات ولاتقصير .
اللهم ألف بين قلوبنا ووحد كلمتنا واجعل بلدنا آمنًا وسائر بلاد المسلمين. اللهم عليك بمن أضل شبابنا ومن أراد أن يشتت شملنا، فمزقه كل ممزق إنك أنت العزيز الجبار. وحفظ الله البلاد والعباد. جيش واحد، شعب واحد. ودمتم سالمين، ولوطني سلام.
الأربعاء /27/8/2025
وجه الحقيقة إبراهيم شقلاوي سد النهضة : تشغيل بلا شراكة..!
في 24 أغسطس 2025، أقدمت إثيوبيا على فتح ثلاث بوابات من المفيض العلوي في سد النهضة، بعد أن …