مضمار_الحقائق ماذا_نقول_عن_صحة_البيئة_بالمستشفيات؟ د. موسى آدم عثمان الفولاني

تعرفنا في مضمار سابق على مفهوم بل مفاهيم صحة البيئة وقلنا أنها السيطرة والتحكم في/علي العوامل المحيطة ببيئة الانسان مما يساعد على تقليل المخاطر البيئية والصحية الناجمة من تلك العوامل المهددة بصحة الإنسان. من التعريف أعلاه يتضح لنا محورين أو مفهومين هما الصحة والبيئة وكلاهما ذات ارتباط وثيق بالإنسان ونوعية الحياة. وكليهما متصل ومتداخل مع الآخر. فالصحة تعرف بأنها “حالة من التكامل البدني والاجتماعي والعقلي وليس مجرد الخلو من المرض أو العاهة” يعني أن مفهوم الصحة ليس بالمعنى السائع عدم الإصابة بالمرض أو التعرض لعاهة بل تناغم ما بين أبعاد الصحة المختلفة وهي “البعد البدني والاجتماعي والعقلي”. وكذلك البيئة من المفردات الواردة في التعريف وهي كل ما يحيط بالإنسان من عوامل حية وغير حية أو عوامل طبيعية أو غير طبيعية فتؤثر تلك العوامل على صحته وتوزيعه ونوعية حياته. وعندما نقول كل ما يحيط بالإنسان فقاعة الدرس تعتبر بيئة والمدرسة تعتبر بيئة والمستشفيات وعنابرها وغرف العمليات والعناية المركزة تعتبر بيئة والبيئات كثيرة ومتنوعة في أشكالها وطبيعتها. لكن عندما تكون البيئة مؤسسة صحية كالمراكز والوحدات الصحية والمستشفيات والمستوصفات يجب أن تكون بيئات صحيحة وسليمة جاذبة ونقية تمنع وتحد من تدهور صحة الانسان بل تحافظ على صحة الإنسان لا تكون مصدر لالتقاط العدوى. يجب أن تكون بيئات تبعث في روح المرضى الراحة والطمأنينة ممزوجة بنقاء الهواء وصفاء الأوكسجين. لكن – وللأسف- تفتقر كثير من المؤسسات الصحية بالسودان إلى أدنى مقومات صحة البيئة وخاصة المؤسسات الصحية العامة كغيرها وما نتاج ذلك؟ ومن المسؤول عن سوء الحالة الصحية للمؤسسات الصحية؟وعلى عاتق من يقع الإشراف على تلك المؤسسات الصحية؟.
هل المشكلة في توفير العمالة والآليات والمعدات؟ أم هل المشكلة في غياب المسآلة والتوجيه؟
على كل حال يجب أن يوفر بكل المؤسسات الصحية صغيرة كانت أم كبير وحدة لإدارة صحة البيئة بالمؤسات بكامل تجهيزها ويُعيّن بها اختصاصي صحة البيئة وإختصاصي مكافحة النواقل، بالإضافة إلى عمال النظافة وعمال مكافحة نواقل الأمراض، أتدرون لماذا؟ حتى لا تستقبلك أسراب البعوض والذباب والروائح وأنت في طريقك إلى عنابر المستشفيات أو المكاتب الإدارية، كذلك حتى لا تستقبلك أكوام النفايات والمخلفات بشتى انواعها الطبية أوالصلبة أو شبه الصلبة، أيضا حتى لا تستقبلك الفضلات الآدمية من براز وبول في قارعة الطريق وأنت في حرم المؤسسة الصحية أو حتى لا ترى المياه الآسنة في مجاري تصريف المياه. وكذلك بالضرورة وجود إختصاصي مكافحة العدوى بكل المؤسسات الصحية لتتكامل الأدوار وتتحقق الغايات والأهداف. وتكمن أهمية وجود وحدة صحة البيئة في الإدارة الجيدة للمخلفات الطبية وغير الطبية بالإضافة إلى جانب مكافحة نواقل الأمراض، وهذا وحده لا يكفي بل تحتاج هذه الوحدة إلى إدارة حكيمة (أعني متخذي القرار) ورشيدة تستوعب خطور أن تكون المستشفيات بؤر لانتقال الأمراض، وتلتزم بتقديم الدعم المادي واللوجستي للوحدة لمباشرة عملها ولا تكون مجرد مكتب وموظفين فقط بل أن يجب أن تكون مسنودة بالدعم والمناصرة من متخذي القرار وكذلك المحاسبة على الإخفاقات التي يمكن أن تسبب في تدهور الوضع الصحي بالمؤسسة. حقيقة المشافي في السودان لا ترتقي إلى المستوى اللائق والقياسي وذلك قياساً على ما شاهدناه ونشاهده يوميا. وتكمن الخطورة أنها تصبح بل أصبحت بؤرة لالتقاط العدوى وانتقالها. وتتمثل هذه الخطورة فيما يلي: اولاً: عدم التخلص السليم والآمن من النفايات الطبية وغير الطبية، ثانياً: التبرز والتبول في العراء (داخل حرم المستشتفى)، ثالثاً: الروائح الكريهة التي تستقبلك في المستشفيات، رابعاً: انتشار البعوض وبعض نواقل الأمراض، خامساً: التلوث البصري.
هذه المشكلات التي سطرتها في هذا المضمار من الواقع الذي رأته والمشاهد التي نراها وليس من نسج الخيال، لذا يجب علينا أن نعي خطورة تدني مستوى صحة البيئة بالمؤسسات الصحية. فما المطلوب منا وما الحلول لتحسين مستوى صحة البيئة بالمؤسسات الصحية؟ هذا ما سنجيب في المضمار القادم بحول الله وقوته
تحياتي وتقديري
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان الا إله إلا أنت استغفرك واتوب إليك
قالو ولم نقل كمال حسن سعد خبير استرتيجي وكاتب صحفي المفاوضات وفن الممكن
خرجت علينا معظم الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي عن ذهاب وفد الجيش السوداني والدعم السر…





