نقطة إرتكاز د.جادالله فضل المولي يكتب:نازية القرن الحادي والعشرين

ما يشهده السودان اليوم من جرائم وانتهاكات على يد مليشيات الدعم السريع تجاوز حدود المعارك العسكرية، ليتحول إلى نموذجٍ مرعبٍ من الفظائع المنظمة التي تُرتكب بحق المدنيين العزل. من اغتصاب النساء إلى قتل الأطفال، ومن تدمير دور العبادة إلى تهجير السكان، تتكشف يوماً بعد يوم ملامح مشروعٍ لا يعرف الرحمة ولا يعترف بالقانون.
هذه المليشيا، التي خرجت من عباءة السلطة لتتحول إلى آلةٍ للترويع، لم تترك مدينةً إلا وأحرقتها، ولا قريةً إلا ودفنت فيها جثث الأبرياء التقارير الدولية تؤكد أن ما يحدث في دارفور والخرطوم وغيرها من المناطق ليس مجرد تجاوزات، بل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
في القرن الحادي والعشرين، حيث يُفترض أن العالم قد تجاوز فصول الظلام، يُعاد إنتاج مشاهد النازية في قلب إفريقيا، بأدواتٍ محليةٍ وبدعمٍ خارجيٍ مشبوه. فمليشيات الدعم السريع لا تقاتل من أجل قضية، بل بطش من أجل سلطة، وتدمر من أجل نفوذ، وترهب من أجل البقاء.
الفظائع التي ارتُكبت في السودان لا تقل بشاعةً عن ما فعله التتار في بغداد أو النازيون في أوروبا، او اليهود في قطاع غزة بل في بعض جوانبها تتفوق في وحشيتها، لأنها تُمارس ضد شعبٍ أعزلٍ، في ظل صمتٍ دوليٍ مريبٍ، وتواطؤٍ إقليميٍ مكشوف.
على المجتمع الدولي أن يتحرك فوراً، لا بالاكتفاء بإدانة شكلية، بل بإجراءاتٍ حقيقيةٍ تضع حداً لهذه المأساة التي تسببت فيها المليشيا بدعم سخي من حكومة أبوظبي. وعلى القوى الوطنية السودانية أن تتوحد خلف هدفٍ واحدٍ:إسقاط هذا المشروع الدموي، واستعادة الدولة من قبضة الفوضى.
السودان لا يستحق أن يُحكم بالحديد والنار، ولا أن يُختزل في مشهدٍ من الرعب. الشعب السوداني، الذي قاوم الاستعمار وواجه الطغيان، قادرٌ على إسقاط النازية الجديدة، مهما طال الزمن.
meehad74@gmail.com
أرقاويات كتب ميرغني أرقاوي التمكين الأمين
*📖 {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ}.* *📢 تلك حجةٌ يَ…





