‫الرئيسية‬ مقالات قبل المغيب عبدالملك النعيم احمد  زيارة كامل إدريس لإريتريا والأمن الإقليمي
مقالات - ‫‫‫‏‫أسبوعين مضت‬

قبل المغيب عبدالملك النعيم احمد  زيارة كامل إدريس لإريتريا والأمن الإقليمي

قبل المغيب  عبدالملك النعيم احمد      زيارة كامل إدريس لإريتريا والأمن الإقليمي

 

13اكتوبر 2025

 

السودان من الدول الإفريقية ذات التأثير الكبير علي دول الإقليم بالنسبة للقارة الإفريقية علي وجه الخصوص وبالتالي يمتد التأثير علي كل دول المنطقة بحكم إرتباط هذه الدول بغيرها جغرافيا كان أم سياسيا ولعل ماحدث في السودان خلال الثلاث سنوات الأخيرة من حرب ونزوح ولجوء كان واضح التأثير علي عدد من الدول في المنطقة..

تأثير السودان بما يحدث فيه علي الإقليم يبدو بسبب الموقع الجغرافي والسياسي للسودان إذ انه محاط بثمان دول في حدود ممتدة بعد ان كانت تسع دول قبل إنفصال دولة الجنوب ولعل هذا الموقع قد جلب له الكثير من المتاعب والمشاكل بسبب صعوبة مراقبة الحدود من جانب وبسبب الإضطرابات التي تحدث في تلك الدول من جانب ثاني كما الأطماع الدولية وحتي الإقليمية في موارد السودانية الطبيعية تعد سببا ثالثا لما يحدث الآن في السودان الأمر الذي يتطلب تنسيقا كاملا بين دول الإقليم للإستفادة من الموارد المشتركة فيما بينها بدلا ان تكون اسباب صراع وتناحر تضعف من قدرة هذه الدول علي مواجهة الأطماع الدولية…كان يجب ان يتم هذا التنسيق عبر آليات الإتحاد الإفريقي من مجموعة الإيقاد او مجلس السلم والأمن الإفريقي أو المفوضية ولكن للأسف لم يكن للإتحاد الإفريقي دور يذكر في قضية الحرب في السودان بل مازالت عضوية السودان لديه مجمدة وفي تقديري يحدث ذلك بسبب ضعف الإتحاد الإفريقي وقلة حيلته بسبب الإختراق الدولي داخل منظموته وتمرد بعض الدول الإفريقية عليه لارتباط مصالحهم بجهات أخري لا يعنيها الأمن والسلم او الإستقرار في الدول الإفريقية وذلك موضوع يطول الحديث حوله…

معلوم التوتر الذي يسود الآن الساحة السياسية في شرقي إفريقيا خاصة بين دول الجوار السوداني في محيط العلاقات بين إريتريا وإثيوبيا منذ اوائل التسعينات عندما انفصلت أريتريا وصارت دولة مستقلة وذلك بسبب فقدان إثيوبيا لأي منفذ بحري وأصبحت تستغل ميناء جيبوتي..تذبذبت مسيرة العلاقات بينهما بسبب دعم المعارضة هنا وهناك وبسبب ايضا تدخلات الإمارات في أثيوبيا وارض الصومال في المنطقة بحثا عن الموانئ…ومازالت النزاعات تتجدد بين حين وآخر بين الدولتين الجارتين..

للسودان بالطبع علاقات ثنائية بين كل الدول المحيطة به تتأرجخ سلبا وايجابا حسب الظروف وقد شهدت خلال هذه الحرب توترات وتصدعات متكررة بسبب دعم هذه الدول للمليشيا المتمردة وجلب المرتزقة واستخدام موانيها ومطاراتها لادخال الجنود والسلاح الي ميناء نيالا وضرب المواطنين حتي في معسكرات اللجوء ودور الإيواء كما حدث في الفاشر بالأمس حدث ذلك من اثيوبيا وكينيا ويوغندا وتشاد وافريقيا الوسطي ودولة جنوب السودان وليبيا والاتحاد الإفريقي يتفرج…

في ظل هذه الأجواء جاءت زيارة رئيس مجلس الوزراء الدكتور كامل إدريس الي اريتريا بإعتبارها الدولة الوحيدة التي ظلت تقف مع السودان وادانت التمرد ولم تقم له اي عون عبر اراضيها وتربطها ايضا بالسودان الحدود المشتركة فإستثمار هذه العلاقة بما يفيد البلدين يظل في تقديري هو الأهم وفي شتي المجالات ولا اري أن في هذه الزيارة الهامة لاريتريا خصما علي علاقات السودان مع الجارة إثيوبيا رغم توتر علاقاتها مع اريتريا ورغم موقفها الداعم للتمرد ورغم مايحدث الآن من توتر بسبب سد النهضة…فالسودان من حقه ان يحدد علاقاته مع الدول حسب مصالحه المشتركة ولا مجال لتحالفات وتكتلات ضيقة في اطار دول الإقليم الا ان كانت بغرض المصالح المشتركة لأن الحروب والنزاعات في منطقة الإقليم ستضر بكل دول الإقليم دون إستثناء…

لابد من النظر الي تلك الزيارة من زواية أنها يمكن ان تساعد في تقليل حدة التوتر بين اثيوبيا واريتريا من جانب وبين اثيوبيا ومصر من الجانب الآخر في موضوع السد وليت الإتحاد الإفريقي يصحو من غفوته الطويلة ويقوم بهذا الدور بدلا عن التمترس في خانة ال..مع والضد مما يجهض دوره الذي أنشئ من أجله وكان للسودان قصب السبق في ذلك وها هو يكافأ بتجميد عضويته فيه…

ختاما نقول أن علاقات الدول هي تبني علي المصالح لا علي العواطف وان كان من تكتلات او تحالفات فيجب ان تكون بين دول الإقليم ضد القادم من الخارج لا علي دول المنطقة او تحالف السودان من الدول الكبري مثل روسيا والصين لكسر القطبية الأحادية للولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الاتحاد الأوروبي التي أصبحت تتعامل بمنطق القوة لا بالقوانين التي أجازتها…..

‫شاهد أيضًا‬

شئ للوطن م.صلاح غريبة – مصر السودان.. بوابة العبور إلى الاقتصاد الرقمي

Ghariba2013@gmail.com     تخطو الحكومة السودانية خطوات استراتيجية ومفصلية نحو دم…