حسن النخلي يكتب: التحليق وسط الزحام – سلام غزة، ما المغزى؟

لقد تداولت الصحف والقنوات العالمية بكافة تخصصاتها قضية سلام غزة، واختلفت حولها الآراء، خاصة فيما يتعلق بردود فعل حكومة الكيان الصهيوني. إذ أن نتنياهو لم يصرح بقبول السلام صراحة، ولكنّه وافق على مضض على عدم الرفض لعملية السلام التي يرعاها دونالد ترامب.
وقد حشد ترامب لهذا المشروع الكثير من الجهات الداعمة والمشاركة فيه، واجمع المحللون أن ترامب يسعى بعقد اتفاق سلام غزة لنيل جائزة نوبل للسلام. وهذه المقولة، حسب وجهة نظر التحليق، ليست هي مربط الفرس ولا المحطة الذي تقف عندھا الإدارة الأمريكية بأي حال من الأحوال. إنما هذا تمويه لصرف النظرللراى العالمي عن حقيقة الأمر والدوافع الحقيقية التي اضطرت الإدارة الأمريكية اقتراح ورعاية سلام غزة.
فحقيقة الأمر أن الكيان الصهيوني استنجد بالحليف الاستراتيجي لوقف الحرب بعدما تكبدت إسرائيل خسائر بتريليونات الدولارات يوميًا من حماية لمنشآتها ومستعمراتها.وفقدان الأمن وتأثيرها علي السياحة . وهذه ليست المرة الأولى التي تتدخل فيها الولايات المتحدة لإنقاذ إسرائيل من حروب تتورط فيها.
ففي العام 2006، عندما نشبت الحرب الإسرائيلية ضد حزب الله اللبناني، واستطاعت قوات حزب الله الإيقاع بجنود إسرائيليين في كمين محكم، وتم بث صورة الجنود الإسرائيليين للعالم أجمع عن طريق حزب الله. هنالك أسرعت الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال وزيرة خارجيتها كوندوليزا رايس، التي قامت بإيقاف الحرب، واقتضى الأمر إرسال قوات أممية لحفظ السلام.
وأصابت أمريكا عصفورين بحجر واحد: حفظت الإدارة الأمريكية ماء وجه الكيان الصهيوني، وضمنت الولايات المتحدة الأمريكية وجود قوات تحمي الكيان الصهيوني في المقام الأول من حزب الله. وهذا دأب الولايات المتحدة، فكلما فشلت إسرائيل في حرب حتى بادرت أمريكا بالسعي لوقف إطلاق النار.
وفي حالة غزة، تكرر نفس السيناريو. فقد منيت إسرائيل في حربها الأخيرة علي غزة بخسائر فادحة في كل المجالات، وأهمها الرأي العالمي الذي استنكر هذه الحرب وهذا الحصار للشعب الفلسطيني بالقطاع. وربحت القضية الفلسطينية مزيدًا من الأنصار، كما أن المجتمع الأمريكي نفسه أدان تلك الحرب وندد بوقوف ترامب مع حكومة الكيان الصهيوني المتطرفة.
وحتى رجال الدين اليهود تبرأوا من حكومة الكيان، وعلى إثر تلك الضغوط وغيرها رضخ نتنياهو لهذا السلام. وقد رشح أنه بنفسه في آخر زيارة له قد بات يطلب المخرج من هذه الحرب، وفي النفس شيء من حتي.
وبالنسبة للولايات المتحدة، اعتبرتها فرصة للترويج العالمي بأنها دولة راعية للسلام، وأضف إلى ذلك أن بنود الاتفاق فيها كثير من المكاسب للولايات المتحدة التي بموجبها تضع أمريكا قدمها في الشرق الأوسط، وتصور نفسها أنها راعية للسلام، وكثير من المكاسب الأخرى.
بينما الكيان الصهيوني يضع في مخيلته إيران، فإنها بهذا الاتفاق أن تحيد حركة حماس، علها تستطيع ترويض إيران.
خلاصة القول، هذا الاتفاق لن يصمد كثيرًا حسب تكهنات وتحليل الخبراء السياسيين العالميين. إن نتنياهو لن يسمح لهذا الاتفاق بالمضي فيهِ قدما إلى الأمام. فالسلام معنى يفتقده نتنياهو، كما أن إحلال السلام يعني له الإقصاء عن الحكم في إسرائيل.
تعريجة: آخر الإحصاءات توضح أن إسرائيل تعاني الانقسام، وقد صرح مسؤول كبير في وزارة الدفاع الإسرائيلية عزمه تقديم استقالته، كما أن عدد القتلى في الجنود الإسرائيليين قد تجاوز 6000 جندي تم تصنيفهم على حسب المعارك في وهنالك أمر مهم: اتفاق غزة ليس بعيدًا عن ما يدور في السودان، فترامب جعل من مشروع اتفاق غزة نموذجًا سيحاول تدعيم الرباعية والضغط على وجود إيران في السودان.
حفظ الله البلاد والعباد.
جيش واحد، شعب واحد.
ودمتم سالمين، ولوطني سلام.
الأربعاء، 15 أكتوبر 2025.
المؤسسة الصحية العالمية تختتم المرحلة الأولى من من مشروع إصحاح البيئة
اختتمت المؤسسة الصحية العالمية المرحلة الأولى من المشروع الموسع لإصحاح البيئة بولاية الخرط…