إتجاه البوصلة.    بقلم/ الجزولي هاشم. الإصلاح الحزبي بعدالحرب…..(2)

“نحو تجميع الأحزاب في كتل أيديولوجية… لتجاوز الشتات السياسي وبناء التوازن الوطني”*…(2)

في ظل واقع سياسي سوداني يتسم بالتشظي الحزبي، والتنافر في الرؤى، وتضارب المصالح، يبرز مقترح تجميع الأحزاب ضمن كتل كبرى موحّدة على أساس أيديولوجي كأحد الحلول المنهجية لإعادة التوازن إلى الساحة السياسية، وتوفير منصة عقلانية للحوار الوطني الجاد.

السودان اليوم لا يعاني من قلة في الأحزاب، بل من فرط التماثل وتشابه الاطروحات وتعدد اللافتات لأفكار واحدة، ما أدى إلى تآكل الفعالية السياسية وضعف الإنتاج الفكري والتنظيمي، وتحول الساحة إلى مسابقة شعارات لا مشاريع.

المقترح:

– كتلة ذات توجه إسلامي: تضم كل التيارات الإسلامية بمشاربها المختلفة (الإخوان المسلمون، أنصار السنة، التيار السلفي، المؤتمر الوطني، الإصلاح الآن… إلخ) في حزب أو تحالف فكري تنظيمي جامع يعكس رؤيتهم المتكاملة ويمنع التنافس الداخلي غير المنتج.

– كتلة علمانية/مدنية: تشمل الحزب الشيوعي، البعثيين، القوميين ، الأحزاب ذات التوجه الليبرالي الصريح.

– كتلة وسطية وطنية: تمثل المزاج المجتمعي المحافظ الذي لا يميل للتصنيف الحاد، ويمكن أن تضم حزب الأمة، الحركة الشعبية، الاتحادي الديمقراطي، وكيانات المجتمع المدني المستقل.

أمثلة إقليمية ودولية:

– تركيا: تجمعت الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية في حزب العدالة والتنمية، وواجهت الأحزاب الكمالية والعلمانية كتلة واحدة.- الهند: تشكل الحياة السياسية حول كتلتين كبيرتين: حزب بهاراتيا جاناتا (القومي الهندوسي) وحزب المؤتمر (الوسطي العلماني).

– تونس: حاولت حركة النهضة تمثيل التيار الإسلامي، مقابل أحزاب مثل نداء تونس (العلماني المحافظ)، وكتل مدنية أخرى.

الفائدة:

– يقل عدد اللاعبين السياسيين إلى كتل واضحة الرؤى.

– تتعمق البرامج لا الشعارات.

– يسهل الحوار الوطني والتفاوض لأن الكتل تمثل تيارات مجتمعية واسعة لا أفراد.

– يُقوَّم الأداء بناءً على برامج معلنة وليس مزايدات ظرفية.

إتجاه البوصلة، لن ينهض السودان بنخبة حزبية مشتتة، بل بتحالفات عقلانية تُعيد تشكيل الخريطة السياسية على أسس فكرية وتنظيمية واضحة… فهل تبدأ الأحزاب مشوار الإصلاح من الداخل؟