إتجاه البوصلة. بقلم/ الجزولي هاشم. الإصلاح الحزيبي بعدالحرب… (3)

*”نحو كتلة وطنية راشدة… الأحزاب بين الفرز الأيديولوجي وتجديد الممارسة الديمقراطية”*
الساحة السياسية السودانية تتسم بالتشتت، وضياع البوصلة بين المواقف المتغيرة والانقسامات المتوالدة. في ظل هذا المشهد، تبرز الحاجة لإعادة هندسة الفعل الحزبي على أسس عقلانية وعصرية، تُفرز الكتل على أساس الرؤية الأيديولوجية والسياسية لا الأشخاص والمواقف الظرفية.
ليس عيبًا أن تتمايز الأحزاب على أساس فكري:
– كتلة ذات توجه إسلامي تسعى لمشروع وطني بمنطلقات مرجعية.
– كتلة ذات طابع علماني أو يساري تؤمن بالدولة المدنية الحديثة.
– وكتلة وسطية تسعى للتوازن وبناء الجسور.
هذا الفرز الأيديولوجي قد يصنع أرضية واضحة للتحالفات والبرامج، ويمنع “سيولة المواقف” و”التحالفات الانفعالية” التي أرهقت التجربة السياسية السودانية.
لكن لا معنى لأي اصطفاف إن لم يُبنَ على ديمقراطية داخلية حقيقية:
– تداول سلطة داخل الحزب.
– التزام بالدورات الزمنية.
– انتخاب حر وشفاف للهياكل.
– احترام تعدد الآراء داخل الكيان نفسه.
الديمقراطية الحزبية ليست ترفًا تنظيميًا، بل هي المدرسة الأولى التي تدرّب النخبة على احترام الإرادة الشعبية حين تصل للحكم.
فمن لا يُمارس الشورى داخل حزبه… لن يؤمن بها في الدولة.
التحولات الكبرى تحتاج لأحزاب كبيرة في فكرها، لا في حجم لافتاتها.وأي بناء وطني قادم… لا بد أن يقوم على أرضية حزبية راشدة، تنحاز للوعي، وتحترم العقل، وتُراهن على الشارع لا المانحين.
إتجاه البوصلة، أصلحوا أحزابكم… تصلح دولتكم.
#الإصلاح_الحزبي
#الديمقراطية_تبدأ_من_الداخل
#نحو_كتل_فكرية_ناضجة
شئ للوطن م.صلاح غريبة – مصر السودان.. بوابة العبور إلى الاقتصاد الرقمي
Ghariba2013@gmail.com تخطو الحكومة السودانية خطوات استراتيجية ومفصلية نحو دم…





