السودان بلد لا يحتمل القسمة على ثلاثة عباسه مصطفى حسين 

مازلت ابحث عن صديقتي ودفعتي كرستينا التي زاملتها باكاديمية الخرطوم لعلوم الطيران قسم الضيافة الجوية بشارع عبيد ختم وهي جنوبية مسيحية

ولدت وترعرعت وشبت بولاية الجزيرة مدينة الكاملين .. جمعتنا محبة وصداقة قوية ابتسامتها الناصعة تعانق وجهها الاسمر الداكن وتشرق عيناها بوميض متالق يشع بريقا لامعا يحكي قصة براءة وعناد…

سامقة واثقة افتقدتها تماما بعد اعلان انفصال جنوب السودان واضناني البحث عنها بلهفة في كل مواقع التواصل الاجتماعي وما زال البحث جاريا.. هكذا تقطعت السبل بشعب السودان وهو ينقسم الى شمال وجنوب

وكانت الاماني ان يتحقق سلام حقيقي هنا وهناك بعد هذا الطلاق الرجعي الا ان ذلك للاسف لم يتحقق..شهد جنوب السودان صراعات دامية ومريرة بعد الانفصال المر وهاهو شمال السودان يهتز تحت وطئة حرب ضروس حرقت الاخضر واليابس واصبح على مفترق طرق يكاد ان ينقسم مجددا الى دولتين.

السودان بلد لايقبل القسمة او يرتضي التقسيم الا قهرا وجبرا فما يجمع اهل السودان اكثر مما يفرقهم.

جوبا بورتسودان نيالا مدن للتالف والمحبة والسلام وليست عواصم ادارية جديدة تطلق منها منصات العداء للوحدة .. قوة السودان تكمن في هذا التنوع السكاني الفريد والمساحة الشاسعة الواسعة والثروات الطبيعية الهائلة ووفرة المياه والاراضي الزراعية والتدرج المناخي مابين الصحراوي شمالا والسافنا الغنية جنوبا والنيل يتبختر ويقدل من اقصاه الى ادناه ويتفرع هنا وهناك ..السودان جنة تجري من تحته الانهار .

ولكنه ضحية اطماع الخارج وجهل الداخل

لم يكن احد يتوقع او يتصور سودان بلا جنوب او جنوب بلا شمال الا ان الواقع المر الآن يقول ذلك ونسمع ونرى هذه الايام عن سلطة جديدة يجرى الاعلان عنها في نيالا البحير وعوالم الانترنت والفضاء المفتوح القنوات الفضائية توثق وترسل لنا صورا حية لحفل التوقيع على تاسيس دولة جديدة وليدة في غرب السودان.

فوجدت نفسي ايحث عن صديقة طفولتي مريومه بنت نيالا الجميلة قبل ان افقدها كما افتقد كرستينا