حسن النخلي يكتب: التحليق وسط الزحام – تداعيات حرب غزة على إسرائيل

في الآونة التي اشتد فيها الحصار على أهل غزة في القطاع، ظن الإسرائيليون أن الأمر لن يأخذ سوى ساعات، وإن تجاوزتها فلن يتعدى الغزو أيامًا معدودات، ويكون القطاع قد سقط تحت هيمنتهم، ويتم تقسيمه إلى مستوطنات جديدة. وقد كانت بذلك الغزو تحلم بتوسعة رقعتها الاستعمارية وتهديد أمن المنطقة، وتضع مصر ما بين المطرقة والسندان.
ولكن ضاعت الأوهام ذهبت أدراج الرياح، فقد أظهر الشعب الفلسطيني في القطاع شجاعة منقطعة النظير وثباتًا وفدائية رغم الحصار والتجويع والدمار الذي طال كل المرافق الخدمية بالقطاع، وقطع إسرائيل للماء والكهرباء عن القطاع.
طال أمد الحرب، وتلقت إسرائيل خسائر فادحة، وتعرضت للاستهداف في قلب تل أبيب، وسمعت صافرات الإنذار داخل المستوطنات الإسرائيلية، وتوقفت عجلة الاقتصاد الإسرائيلي، وتكبدت إسرائيل خسائر بتريليونات الدولارات رغم الدعم الأمريكي المباشر.
عالميًا، بدأ العالم يتحدث عن الوحشية التي مارستها إسرائيل ضد سكان القطاع العزل من قصف للمشافي وقتل الأطفال، فوقف الاتحاد الأوروبي وزعماء دول أمريكا اللاتينية ضد هذا العمل الإجرامي البشع، الذي نشرته وسائل الإعلام العالمية وأصبح العالم يندد بمحور الشر في العالم.
وحتى اليهود المتدينون خارج وداخل إسرائيل ممن لا ينتمون إلى اليمين المتطرف أخذوا ينددون بهذه الحرب، وكذلك جمع غفير من رجال السياسة السابقين في الحكومات الإسرائيلية أدلوا بتصريحات عن فشل ذلك الاجتياح، وأوضحوا أنه عاد على إسرائيل بعواقب وخيمة.
قام كبير مسؤولي وزارة الدفاع بتقديم استقالته من منصبه، كما فقدت إسرائيل حوالي ستة آلاف من جنودها في ذلك الغزو، وذلك غير الأسرى الذين باتوا بيد حركة المقاومة.
وهاهي سيفى ليفي رئيس الوزراء السابق تتحدث عن الصورة السابلة التي عكستها الحرب ضد غزة عن إسرائيل، ووصفتهم بأنهم صاروا منبوذين في العالم، وأنهم ليسوا سوى نكرة لا غير، وتساءلت: هل هذا الذي كنا نريده؟
وفي حقيقة الأمر، أنه ورغم الفارق الكبير في الإمكانيات والعتاد، إلا أن غزة انتصرت بقوة عزمها وصمودها في وجه الصلف الإسرائيلي وآلته الحربية الضخمة، مما جعل العالم يحترم ذلك الشعب ويدافع عنه.
بل صار العالم يتحدث عن الحق الأصيل للشعب الفلسطيني في العيش وفصل الدولتين، الذي صوت لصالحه في الأمم المتحدة أكثر من ثلثي الأعضاء. كما تلقى نتنياهو صفعة قوية في ذلك الاجتماع، إذ لم يستمع له أعضاء الدول التي صوتت لصالح القرار.وخرجوا من القاعة عند دخول نتياھو وھذا غاية الازلال .
ونستطيع أن نقول إن غزة هي من خرجت منتصرة من هذه الحرب، بعد أن عرت للعالم وجه إسرائيل الحقيقي، إذ منيت إسرائيل بخسائر كبيرة، ولم تحقق مكسبًا واحدا غير أنها الدولة السفاحة التي تتصرف خارج إطار القانون الدولي، مما كان له الأثر السالب في تقديم نفسها بأنها دولة عنصرية في المقام الأول.
عاش نضال الشعب الفلسطيني الحر، ولوطني ولغزة سلام.
حفظ الله البلاد والعباد.
جيش واحد شعب واحد.
ودمتم سالمين ولوطني سلام.
الجمعة /24/10/2025
للحقيقة لسان رحمة عبدالمنعم «واشنطن تسمع.. والسودان يقرر»
يكتنف الغموض حقيقة الأنباء المتداولة عن انطلاق مفاوضات غير مباشرة بين الجيش وميليشيا الدعم…





