‫الرئيسية‬ مقالات أصل_القضية  من سلسلة الجسر والمورد   السودان بين الماضي والحاضر المفصلي والمستقبل الممكن بقلم: محمد أحمد أبوبكر- باحث بمركز الخبراء للدراسات الإنمائية 
مقالات - ‫‫‫‏‫3 ساعات مضت‬

أصل_القضية  من سلسلة الجسر والمورد   السودان بين الماضي والحاضر المفصلي والمستقبل الممكن بقلم: محمد أحمد أبوبكر- باحث بمركز الخبراء للدراسات الإنمائية 

أصل_القضية  من سلسلة الجسر والمورد    السودان بين الماضي والحاضر المفصلي والمستقبل الممكن  بقلم: محمد أحمد أبوبكر- باحث بمركز الخبراء للدراسات الإنمائية 

في مقال سابق طرحنا السؤال المحفّز للتفكير: هل أكلت الأمة أبناءها؟، لنكتشف حينها أن الخراب لم يبدأ بالسلطة، بل بالوعي الجمعي الذي استسلم، وبالصمت الذي أصبح سياسة، وبالقيم التي استبدلت بالمجاملة. واليوم، بعد أبريل ٢٠٢٣م، يتردد صدى تلك الأزمة في واقعنا الجديد، لكن مع فارق مهم: الفرصة موجودة لمن يملك الجرأة على استعادة وعيه وربط الحاضر بالمستقبل عبر استراتيجية واعية.

 

السودان بعد أبريل ٢٠٢٣م: لحظة الاختبار الحقيقية

 

يردد كثيرون القول: «السودان قبل أبريل ٢٠٢٣م ليس السودان بعده». صحيح، السودان اليوم ليس نسخةً من الأمس سياسيًا، لكنه لم يتحول بعد إلى نموذج جديد إلا إذا اجتمعت الرؤية الواضحة مع القدرة على تفعيل الموارد الوطنية الاستراتيجية. فالتاريخ وحده لا يصنع التحول، بل التخطيط والوعي الجماعي والاستثمار الأمثل في الإنسان والأرض والموقع الاستراتيجي.

 

رؤية الجسر والمورد: من العبارة إلى الفعل الاستراتيجي

 

رؤية الجسر والمورد ترى في كل مورد سوداني — بشري، طبيعي، جغرافي، أو ثقافي — جسرًا نحو القوة والتحول. الإنسان الكفؤ هو رأس المال الحقيقي، والأرض غير المستغلة تمثل إمكانات لا تقل قوة عن أي تحالف خارجي. الجغرافيا المميزة، الموقع عند ملتقى القارات، والشراكات المحتملة، هي أدوات استراتيجية لبناء السودان الجديد الذي يربط بين الحاضر والمستقبل.

 

أما الفعل، فلا يعني مجرد إصدار خطط أو إعلانات، بل تحويل الموارد إلى قوة ملموسة على الأرض من خلال:

 

●استثمار الشباب المؤهلين في المشاريع الإنتاجية والتنموية.

 

●حماية الأرض والمياه والموارد الطبيعية من التبديد أو سوء الإدارة.

 

●بناء مؤسسات قوية ومرنة تستطيع تفعيل الموارد بكفاءة وشفافية.

 

الأمة والوعي: الكسر الحقيقي للمعادلة القديمة

 

كما أشرنا سابقًا، الخراب الداخلي بدأ حين أصبح الصمت وطنًا، والسكوت سياسة، والمجاملة مبدأ. بعد أبريل ٢٠٢٣م، هذه الحقيقة تظل قائمة: التحول الحقيقي لا يحدث بمجرد سقوط حكومة أو تغير قيادة، بل بإعادة بناء وعي الأمة، وفرض الرقابة على الذات قبل الرقابة على السلطة.

 

إن الأمة التي تتجاهل مواردها لم تمت بعد، لكنها على شفا أن تفقد مستقبلها. السودان اليوم أمام اختبار مزدوج:

 

١. اختبار الموارد: هل سنحول الإنسان، الأرض، والمعرفة إلى قوة استراتيجية، أم سنتركها ضحية الفساد والمحسوبية؟

 

٢. اختبار الوعي: هل سنكسر دائرة السكوت والرضا عن الذات، ونجعل المواطنة شعورًا يوميًا بالمسؤولية، أم سنظل أسرى للماضي؟

 

من الماضي إلى المستقبل: بناء جسور القوة السودانية

 

●الماضي: الخراب الداخلي، صمت المجتمع، القيم المستبدلة بالمجاملة، الأخطاء التي أكلت الأمة.

 

●الحاضر: لحظة اختبار بعد أبريل ٢٠٢٣م، مع فرصة لإعادة ضبط المسار واستنهاض الموارد والوعي.

 

●المستقبل: السودان الممكن، الذي يُصنع بالموارد الوطنية، بالوعي الجماعي، وباستراتيجية الجسر والمورد.

#أصل_القضية…

> الأمم لا تموت حين تنهزم، بل حين تفقد قدرتها على المراجعة.

السودان لم يمت بعد… لكنه ينتظر أن يُعيد أبناءه إليه قبل أن يبتلعهم النسيان، والآن أكثر من أي وقت مضى، الفرصة بين أيدينا لنصنع الفرق.

‫شاهد أيضًا‬

شئ للوطن م.صلاح غريبة – مصر السودان.. بوابة العبور إلى الاقتصاد الرقمي

Ghariba2013@gmail.com     تخطو الحكومة السودانية خطوات استراتيجية ومفصلية نحو دم…