المستحيل …الممكن د.حافظ كوكو ابراهيم تموت الأشجار واقفة

دائما ما يواجه الثابتون على الحق والمبائ خسائر وضغوطات كبيرة ، إن لم تنفع معهم المغريات ويمتثلوا للمطالب السلطوية المتجبرة.
شاهدنا على ذلك قصة الملك النعمان بن المنذر بن امرئ القيس (ملك الحيرة ) أحد الرموز الذين دخلو التاريخ من بوابة الثبات على المبدأ ، والتزام جانب الحق، فى مواجه كسرى المستبد الطاغى ، الذي واجهه النعمان برفض أوامره، فكان الثمن سداد النعمان وتضحيته بروحه مقابل رفض الذل والانكسار
يعد النعمان بن المنذر من أشهر ملوك المناذرة قبل الإسلام وقد كان مسيحيا، فقد كان داهية ومقداما وجسور.
بسبب عداوات من المقربين منه وقع النعمان فى مصيدة ( المؤامرة والمكيدة) التى دبرها له زوج إبنته عدى بن زيد العبادى، انتقاما منه لمقتل النعمان ابيه ..
هذا الحقد الدفين حرك عدى ليوغل صدر كسرى الثانى إمبراطور الفرس بطلب الزواج من ابنة النعمان بن المنذر وكان يعلم علم اليقين برفض النعمان وابنته لهذا الطلب، ويحدث بعدها مبتغاه.
وبالفعل طلب كسرى من النعمان أن يزوجه أبنته وبلا تردد رفض النعمان طلبه ، فقابل كسرى هذا الرفض بتدبير مؤامرة ومكيدة ، فدعا النعمان بن المنذر إلى وليمة فى قصره “بالمدائن” ، حيث تمت إهانة النعمان إهانة بالغة، بسبب رفضه طلب الامبراطور..الذى أمر باعتقاله توطئه لقتله ، وقد أختلفت الروايات فى مقتل النعمان بن المنذر، فالرواية الأولى تقول: ( بعد أعتقال كسرى النعمان وأولاده سقاهم السم فماتوا) اما الرواية الثانية تقول: ( أن النعمان مات بالطاعون فى سجون كسرى) والرواية الثالثة تقول:( أن النعمان مات تحت أرجل الفيلة فوطئته وهلك) فاى الروايات كانت الأصح لا يهم ، فالأهم أن كسرى قد تسبب فى موت ملك وزعيم للعرب ، فموت النعمان بن المنذر أشعل شرارة الحرب بين العرب والفرس فى معركة ( ذى قار) التى أنتصر فيها العرب أنتصارا كبيرا .المغزى والشاهد والعبرة من هذه القصة التى يعيدها التاريخ فى زمان ومكان مختلفين، بظروف وشخصوص تشبه ماحدث فى الماضى…
وفاة الامير عبدالقادر منعم منصور فى النهود المغتصبة من قبل مليشيا الشر ، تشبه وتقارب قصة الملك النعمان بن المنذر، وكلا الرجلان كان ثابتا فى مبدأه شجاعا جسورا، لايهاب الموت ..مقبل غير مدبر.
تواترت رويات كثيرة عن مواقف بطولية للراحل الأمير الشجاع الذى تحدى صلف وسخرية وتهديد وتهكم المليشيا ، ثابتا كالجبل ، رافضا للذل والانكسار ، قابل كل ذلك التعدى بكلمة واحدة هى الموت أفضل مماتدعونى إليه..
الأمير وداره وعشيرته كانوا كأشجار التبلدى يأوى إليها كل المستجيرين من تعب ونصب قد أصابهم…الخير فى ظلها ، وساقها ، وورقها ، وثمارها…
رحل الأمير شامخا كشجرة عظيمة ..وترك من ورائه أثرا وسيرة ذهبية ، ستدرس بأذن الله لأجيال واجيال ثباتا فى الحق وموتا على مبدأ.
وكما قال الأستاذ عبد الماجد عبد الحميد فى مقال سابق منشور له 🙁 الأوباش الذين أستباحوا النهود وقعوا فى مأزق وورطتان ، الأولى أستباحت النهود طعنة غائرة لكبرياء أهل الدار ، والثانية أحتجاز الأمير فى داره التى رفض مغادرتها، ويمضي قائلا: إذا كسرت بيضة ” ام كتيتى” طاردت لعنات الضحايا والمظلومين تلك الشراذم. )
برحيل الأمير عبدالقادر منعم منصور وتداعيات حبسه فى داره، وتعريض حياته للخطر فصل جديد من فصول الأوزار والجرائم التى تضاف إلى سجل الطغاة المغتصبين وعند الله تجتمع الخصوم.
يقول الحق تبارك وتعالى فى كتابه 🙁 فأما من طغى* وأثر الحياة الدنيا* فأن الجحيم هى المأوى) صدق الله العظيم.
لله درك يا أمير، رحمة ومغفرة من الله تغشاك، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
قبل المغيب عبدالملك النعيم احمد المجلس التنسيقي للصحفيين
26 أكتوبر 2025م في الأخبار أن مجموعة من الزملاء الصحفيين قد تنادوا بعضهم البعض في مدينة بو…





