بداية عالم جديد خالٍ من النزاعات بقلم د.النذير إبراهيم محمد أبوسيل المستشار القانوني الدولي – مبعوث المحكمة الدولية لتسوية المنازعات

المستشار الاستراتيجي ومسؤول ملف السودان للتنمية المستدامة
السفير الفخري لمنظمة UNASDG
في ظل ما يشهده العالم من تحديات متسارعة وصراعات أنهكت الإنسان وأضعفت قيم الإنسانية، أصبح من الضروري أن نتجه نحو مرحلة جديدة من الوعي، تؤسس لبداية عالم خالٍ من النزاعات، يقوم على مبادئ العدالة، والتنمية، والاحترام المتبادل بين الشعوب والأمم.
لقد أثبت التاريخ أن القوة مهما بلغت لا تصنع سلاماً دائماً، وأن السلاح مهما كان متقدماً لا يحفظ الأمن بقدر ما يزرع الخوف والانقسام. إن السلام الحقيقي لا ينبع من توازن القوى، بل من توازن القيم؛ قيم العدل والمساواة والإنصاف، التي تضمن لكل إنسان حقه في الحياة الكريمة ضمن مجتمع إنساني آمن ومتعاون.
إننا نعيش اليوم في عالم تتشابك فيه المصالح وتتداخل فيه الأزمات، مما يجعل من الحوار والتفاهم الطريق الوحيد لتجاوز الخلافات. فالدبلوماسية الوقائية أصبحت مطلباً ضرورياً وليست خياراً ثانوياً، إذ يمكن عبرها معالجة جذور النزاعات قبل أن تتحول إلى صراعات دامية تهدد السلم الدولي.
ولتحقيق ذلك، لا بد من ترسيخ مفهوم التنمية المستدامة باعتبارها أساس الاستقرار الإنساني. فالفقر والجهل والظلم هي الوقود الذي يشعل الحروب، بينما العدالة والتعليم والتنمية هي الدعائم التي تُشيّد عليها أوطان قوية ومجتمعات متصالحة مع ذاتها ومع غيرها.
إن بناء عالم جديد خالٍ من النزاعات لا يتحقق بالقرارات وحدها، بل بالإرادة السياسية الصادقة، وبالعمل المشترك بين المنظمات الدولية والحكومات والمجتمعات المدنية. كما يتطلب أن نؤمن جميعاً بأن السلام ليس غياب الحرب فحسب، بل هو حضور العدل، وازدهار الوعي الإنساني، وتكاتف الجهود من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وفي هذا السياق، فإن على المجتمع الدولي أن يبذل أقصى الجهود لإنهاء وجود المليشيات الإرهابية التي تهدد السلم والأمن العالمي، وتمارس أبشع الانتهاكات ضد المدنيين العزّل. وتأتي في مقدمة هذه التحديات المليشيات المسلحة دخلت السودان، وعلى رأسها مليشيا “آل دقلو” الإرهابية، التي ارتكبت جرائم جسيمة وانتهاكات إنسانية خطيرة ضد الشعب السوداني، مما يستوجب موقفاً دولياً حازماً لإنهاء هذه الممارسات وضمان محاسبة مرتكبيها وفقاً للقانون الدولي.
إن هذا العصر يجب أن يكون عصر المسؤولية الجماعية، التي تضع مصلحة الإنسان فوق كل اعتبار، وتجعل من التضامن والاحترام والتعاون أسساً لنظام عالمي جديد، تتلاشى فيه لغة السلاح لتحل محلها لغة الإنسانية والسلام.
شئ للوطن م.صلاح غريبة – مصر السودان.. بوابة العبور إلى الاقتصاد الرقمي
Ghariba2013@gmail.com تخطو الحكومة السودانية خطوات استراتيجية ومفصلية نحو دم…





